باحث يكشف تطورات الأوضاع في الأزمة الأوكرانية الروسية عقب تصريحات بوتين
قال الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد منصور، إن القرارات الروسية الأخيرة بشأن إقليم دونباس تأتي متوافقة مع السيناريوهات الأقرب التي أشارت إليها التحركات الروسية الأخيرة، خاصة بعد أن اتجه قسم من القوات التي عادت من روسيا البيضاء إلى مناطق التجميع الرئيسية للجيش الروسي قرب الحدود مع لوهانسك.
وأضاف منصور في تصريح خاص لـ"الدستور" أن القوات الروسية بالفعل تتواجد في إقليم دونباس منذ سنوات، على هيئة وحدات عسكرية مقاتلة تتشارك مع المقاتلين الانفصاليين جبهات القتال ضد الجيش الأوكراني، لكن القرارات الروسية الجديدة تشير إلى بدء تحرك وحدات روسية نظامية بشكل علني نحو إقليم الدونباس، في مشهد قد يكون مماثل لمشهد قوات حفظ السلام الروسية المتواجدة في إقليم "ناجورنو قرة باغ"، وهذا بالطبع يعتمد على ردة الفعل الأوكرانية، ما اذا كانت ستلجأ إلى التهدئة في هذا التوقيت أم أنها ستقوم ببدء عملية عسكرية واسعة ضد الدونباس.
وأشار إلى أن التوجه الروسي الأخير يعيد للأذهان سيناريو عام 2008، حين دخلت القوات الروسية إلى جمهوريتي "أوسيتيا الجنوبية" وأبخازيا" في جورجيا، وتمكنت من دحر هجوم الجيش الجورجي على الجمهوريتين اللتان كانتا تتمعان بحكم ذاتي، وفرضت في النهاية على تبليسي قبول الأمر الواقع، واعترفت موسكو في نفس العام باستقلال الجمهوريتين.
ولفت منصور إلى أن الحالة الأوكرانية في ما يتعلق بإقليم دونباس تبدو مشابهه لسيناريو جورجيا، مع فارق أساسي، يتمثل في أن القوى الغربية راهنت عام 2008 على عدم تحرك موسكو عسكرياً، في حين انها في ما يتعلق بالأزمة الحالية، كانت تحذر منذ فترة طويلة، وتحديداً منذ إندلاع المعارك في إقليم دونباس عام 2014، من إمكانية تحرك موسكو عسكرياً في أوكرانيا.
واختتم منصور تصريحاته قائلا: "مآلات الأزمة الحالية ترتبط بشكل أساسي برد فعل كييف على المستوى الميداني على التحركات الروسية، وكذلك على طريقة انتشار القوات الروسية في إقليم دونباس، حيث ستظهر الأيام القادمة ما اذا كانت هذه الأزمة ستذهب إلى تهدئة مماثلة لما حدث في جورجيا، التي لا تزال لا تعترف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، أم أن القتال الذي بدء عبر المدفعية في دونباس، سوف يتطور لمواجهة عسكرية كاملة".