رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إتلاف وثائق سرية و«قوافل منفصلة».. كيف أخلت إسرائيل سفارتها فى أوكرانيا؟

أوكرانيا
أوكرانيا

أخلت إسرائيل سفارتها لدى العاصمة الأوكرانية «كييف»، صباح اليوم، الثلاثاء، ونقلت كافة بعثتها الدبلوماسية إلى مقر جديد في مدينة «لفوف»، والتي تقع غرب أوكرانيا.

وسبق ذلك القرار ساعات حاسمة داخل المؤسسات الإسرائيلية، خاصةً وزارة الخارجية، كما بدأت التحركات الفعلية منذ أمس، الاثنين، بالإضافة إلى إجراء اتصالين مع أوكرانيا وروسيا.

وأجرى جاري كورين رئيس قسم «أوراسيا» في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ظهر أمس الاثنين، اتصالين هاتفيين مهمين، مع الحكومة الأوكرانية، وكذلك الخارجية الروسية، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.

اتصالان مع أوكرانيا وروسيا

وأبلغ كوين، عضو كبير في الحكومة الأوكرانية، بأن إسرائيل ستعلن خلال ساعات إخلاء سفارتها في كييف، بينما لم يعجب المسؤول الأوكراني سماع مثل هذا القرار.

وتحدث كوين، خلال المكالمة الثانية، مع مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الروسية، وأطلعه على قرار إخلاء السفارة الإسرائيلية، وانتقال البعثة الدبلوماسية المؤقتة إلى مدينة «لفوف» بالقرب من الحدود البولندية.

 في السياق ذاته، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية أن كورين أطلع الروس على موقع البعثة الجديدة، وشدد على ضرورة الحرص على سلامة الدبلوماسيين الإسرائيليين، في ضوء المخاوف من شن هجوم روسي ضد «لفوف».

مقر السفارة الإسرائيلية في كييف

مناقشات إخلاء سفارة إسرائيل 

وأكد ليؤور حياط المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن كورين أبلغ الروس بإخلاء السفارة في كييف، لكنه امتنع عن التعليق على بقية التفاصيل.

وقبل ساعات قليلة من تنفيذ عملية إخلاء السفارة، دعا يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي، الكنيست إلى جلسة عاجلة، تحدث خلالها مسؤولو وزارة الخارجية، خاصة مسؤولي الأمن، حول الطريق من «كييف» إلى «لفوف»، وردود فعل أوكرانيا وروسيا المتوقعة على هذا التحرك.

وأوضح مسؤولون في مركز البحوث السياسية بوزارة الخارجية، خلال الجلسة، أن جميع المؤشرات التي ظهرت خلال المناقشات السابقة، وتصنف كـ«خطوط حمراء»، تبرر ضرورة إخلاء السفارة، كما عززت تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، هذا التقييم.

إتلاف وثائق سرية.. واقتراح بالبقاء

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كل المؤشرات كانت تشير إلى وجود خطر، بينما أخبر مايكل برودسكي السفير الإسرائيلي لدى «كييف»، لابيد، بأنه يشعر بوجود أمان كاف ومستعد للبقاء داخل العاصمة الأوكرانية لأطول وقت ممكن، رغم علامات التصعيد من جانب روسيا. 

من جانبه، أشار مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإسرايلية إلى أن لابيد رفض اقتراح برودسكي، قائلا: "أنا أفهمك، وأحسنت أنك تريد البقاء، لكننا وضعنا معايير للإجلاء وعلينا أن نلبيها".

وجاءت توجيهات لابيد وألون شوبيز مدير عام الخارجية الإسرائيلية، قبل أيام من قرار إخلاء السفارة، بإتلاف المواد السرية، ونقل المعدات والأدوات الحساسة من «كييف» إلى أماكن أخرى.

المقر الجديد للبعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في لفوف

قوافل منفصلة لإخلاء 40 دبلوماسيا

وطلب مسئولو الأمن في وزارة الخارجية الإسرايلية بإخلاء السفارة ليلاً، وغادر نحو 40 دبلوماسيا إسرائيليا سرًا في أفواج منفصلة، وعبر طرق مختلفة، إلى «لفوف»، في رحلة استغرقت نحو 8 ساعات، وبعدها بوقت قليل تحدث بوتين، وأعلن الاعتراف باستقلال «دونيتسك ولوجانسك» عن أوكرانيا.

ومنذ تلك اللحظة، تغيرت الحسابات في الخارجية الإسرائيلية، إذ اشارت التقديرات إلى أن الحرب يمكن أن تبدأ في أي لحظة عند الساعة الخامسة صباحا أو منتصف الليل.

متابعة عملية الإخلاء لمدة 8 ساعات

وتابع لابيد عملية الإخلاء حتى الساعة الخامسة صباح اليوم، إذ وصل آخر من تم إجلاؤهم إلى «لفوف» بعد ظهر اليوم.

وأجرى لابيد محادثة مع السفير الإسرائيلي هناك بعد وصول البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية إلى «لفوف»، مشددًا على أن الأولوية للحفاظ على حياة المبعوثين الدبلوماسيين، والإسرائيليين الموجودين في أوكرانيا، وكذلك الجالية اليهودية الكبيرة هناك.

وكررت وزارة الخارجية الإسرائيلية دعوتها إلى جميع الإسرائيليين في أوكرانيا بالمغادرة على الفور.