خبيرة اجتماعية: «حياة كريمة» غيرت شكل القرى الفقيرة والأكثر احتياجا
لم تهدف حملة حياة كريمة إلى القضاء على مظاهر الفقر في القرى والأماكن العشوائية فحسب، بل يمتد تأثيرها إلى مواجهة الجهل المرتبط ارتباطًا وثيقًا بقلة الدخل والنشاط والتعايش مع العشوائية الفكرية والإنسانية جنبًا إلى جنب مع التخبط العمراني.
عن ما تستهدفه حياة كريمة، والأزمات التي لا تزال في حاجة إلى التكاتف المجتمعي من أجل القضاء عليها، قالت شيماء حسن، استشارية اجتماعية، لـ“الدستور” إن “أغلب الأهالي في القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا يعانون من وجود أزمات مجتمعية، وأسرية، تعيق سير حياتهم بشكل آمن، الأمر الذي كان سببًا في وقوع العديد من الأزمات، كالثأر، وأكل الميراث، وغيرها من الحوادث التي تصل أحيانًا للقتل أو إلحاق العار بأحد أفراد الأسرة”.
تابعت: سعيت لتغيير هذه الحالة من خلال التطوع ضمن أعمال المبادرة الرئاسية لتوعية الأهالي، وذلك من خلال تقديم الاستشارات الاجتماعية، وتنظيم الندوات، والجلسات النقاشية، وفتح كل الموضوعات الشائكة، والأبواب المغلقة للحديث عن كيفية الخروج من هذه الأزمة.
استكملت “شيماء”، أنها بذلت مجهودًا كبيرًا في حملات التوعية التي تم تنظيمها، خاصًة وأن الأهالي كانوا يتمسكون بمواقفهم وعاداتهم وتقاليدهم التي نشأوا عليها، موضحة: “ في إحدى الجلسات النقاشية كان الأب متمسك بموقفه بزواج ابنته من ابن عمها، وذلك لأنه قرأ فتحتها وهم في عمر العاشرة، من أجل الحفاظ على الإرث كي لا يخرج عن العائلة”، مشيرة إلى أنها حاولت توعيته بضرورة العدول عن هذا القرار، الذي من شأنه أن يضر بمصلحة ابنته ومصير حياتها الزوجية، التي قد تنتهي بالطلاق، أو العيش في حياه مليئة بالمشكلات، معقبه: “الأب تربى على أن البنت تخطب لأبن عمها منذ ولادتها، ويتزوجوا بمجرد بلوغهم”.
أضافت، أن هذه المشاكل هي أحد الأزمات الموروثة ولابد من التصدي لها بشكل حاسم تمامًا، متوجهة بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على تدشين «حياة كريمة»، التي غيرت شكل القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا، ولازالت مصر لم تجنى ثمار المبادرة الرئاسية إلى الآن، متمنيه أن تستمر في العطاء حتى يتلاشى الفقر، والجهل، وأن تستمر المبادرة في تقديم خدماتها للأهالي.