دراسة جديدة صادمة حول تأثير «كورونا» على القدرات العقلية
أظهرت دراسة جديدة كانت تبحث في ملايين السجلات الصحية في الولايات المتحدة، على مدار عام، أن الإصابة بفيروس كورونا تزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بحالات صحية عقلية جديدة، ما قد يُزيد من حالات الانتحار.
وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، أشارت الدراسة إلى أنه لا تزال الآثار طويلة المدى لعدوى كورونا قيد الاكتشاف، ومن بينها زيادة فرصة التشخيص باضطرابات الصحة العقلية، والتي تشمل الاكتئاب والقلق والتوتر وزيادة خطر الإصابة باضطرابات تعاطي المخدرات والتدهور المعرفي ومشاكل النوم، وهو اختلاف ملحوظ عن الآخرين الذين تحملوا أيضًا ضغوط الوباء، ولكن لم يتم تشخيص إصابتهم بالفيروس.
وقال زياد العلي، رئيس قسم البحث والتطوير في "في إيه لويس هيلث كير سيستم" والمؤلف الرئيسي للورقة: "هذا يخبرنا بشكل أساسي بأن الملايين من الأشخاص في الولايات المتحدة المصابين بفيروس كورونا يطورون مشاكل في الصحة العقلية، وهذا يجعلنا أمة في محنة".
وأضاف أن «ارتفاع مخاطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك التفكير في الانتحار واستخدام المواد الأفيونية، أمر مثير للقلق بشكل خاص».
وتابع: "هذه عاصفة كاملة تقريبًا تختمر أمام أعيننا لوباء آخر قد يظهر بعد عامين أو ثلاثة أعوام، متمثل في موجات الانتحار".
وقال جيمس جاكسون، مدير الصحة السلوكية في مركز التعافي في وحدة العناية المركزة بجامعة فاندربيلت، والذي لم يشارك في هذه الدراسة، إن هذه الأزمات التي تتكشف هي "مصدر قلق كبير للغاية"، كما أنه يستقبل المرضى الذين ساءت حالاتهم السابقة، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطراب استخدام المواد الأفيونية، أثناء الوباء.
وقال الخبراء إن مثل هذا البحث يظهر الحاجة الواضحة لمتابعة المرضى في الأسابيع والأشهر التي تلي التشخيصات الخفيفة لفيروس كورونا، والبحث عن علاج سريع لأي اضطرابات ناشئة، وقال العلي: "إذا ركزنا عليها الآن وقمنا بالقضاء عليها في بدايتها، يمكننا حرفياً إنقاذ الآلاف من الأرواح".