«الطاقة النظيفة».. جهود مصر لتوفير مستقبل آمن لمواطنيها بالهيدروجين الاخضر
اختيرت مصر رسميا لاستضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ «COP27» التي ستعقد في شرم الشيخ خلال نوفمبر 2022.
هذا الاختيار له عدة دلالات أهمها التأكيد على مكانة مصر الدولية والإقليمية وكذلك دورها الفاعل في ملف الطاقة والقيادة العربية والإفريقية للاستخدام النظيف لها، وهو بداية الطريق المنشود عالميًا لإنقاذ البيئة والمحافظة عليها.
خبير طاقة: خطة مصر الاستراتيجية تحافظ على رصيد مصر من الطاقة وتخلق مصادر جديدة
وبالفعل بدأت مصر تتخذ خطوات واعدة في مجال استخدام الطاقة النظيفة والوقود الأخضر في السنوات الأخيرة ضمن خطة استراتيجية طويلة الأمد لتحديث المصادر المختلفة للطاقة، حيث ذكر المهندس ماهر عزيز خبير الطاقة، في حديثه لـ«الدستور» أن مصر تعمل في هذا السياق من خلال تبني برنامج عمل لخفض الانبعاثات الكربونية يشمل 6 ركائز أساسية لتحقيق هذا الهدف وتتمثل في التالي، أولًا إصلاح دعم الطاقة ، ثانيًا التوسع في الاعتماد على الغاز الطبيعي كوقود نظيف، ثالثًا رفع كفاءة استخدام الطاقة ورابعًا خفض انبعاثات الكربون والاستفادة منها واستخدام الطاقات المتجددة في المواقع البترولية، خامسًا إقامة مشروعات للوقود الحيوي، وأخيرًا التوجه إلى استخدام الهيدروجين الأخضر مع التأكيد على أن التعاون والتكامل بين كافة الأطراف المعنية بتنظيم وتشغيل الطاقة في سبيل تحقيق كل المجهودات المرجوة.
وعن الهيدروجين الأخضر، يوضح أنه وقود المستقبل وبدأت الدول الكبرى حول العالم في تصنيعه واختلاقه، وعلى غرارهم بدأت عدة دول في المنطقة الاستثمار في هذه الطاقة، من بينها مصر والإمارات العربية المتحدة، رغم توفر أنوع الوقود التقليدي وكافة المحروقات، إلا أن ذلك هدفه تعزيز الطموحات الرامية إلى توسيع آفاق إنتاج الطاقة النظيفة، ودعم اتفاقية باريس للتغير المناخي التي تحاول الدول الالتزام بها وتنفيذ بنودها خوفًا من خطر محقق يهدد البيئة وكل الكائنات الحية.
رئيس شعبة البترول: الاعتماد على الوقود الأخضر يساهم تقليل ضغوط الميزانية الخاصة بالدول
ويرى المهندس صبري الشرقاوي رئيس شعبة البترول والتعدين بنقابة المهندسين وخبير الطاقة، أن الاتجاه لتصنيع الهيدروجين الأخضر بات حتميًا، لعدة أسباب وبعيدًا عن مسألة الحفاظ على البيئة رغم أهميتها، إلا أنه موفر جدًا في التصنيع وأرخص في تدوير المصانع لذا سيكون شريك أساسي في خطط التنمية وإصلاح الاقتصاد لأي دولة وخاصة في إفريقيا التي تحاول الآن تطوير مجتمعاتها واللحاق بالركب العالمي.
ومحليًا بدأت وزارة البترول التعاقد مع شركات عالمية في تصنيعه، ويذكر «الشرقاوي» أن الهيدروجين الأخضر يحظى باهتمام كبير عالمي ومصر ليست أول دولة عربية تعمل على توفيره، فسبقتها المملكة العربية السعودية، باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب.
ويوضح أن أهم ميزاته أنه وقود خالٍ من الكربون ومصدر إنتاجه هو الماء وهي متوفرة في مصر أكثر أي دولة، ويكمل أن عمليات الإنتاج تتم من خلال فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة.
وكشف أن المميز في تصنيعه أنه يصلح لتسيير أكبر الاشياء المعتمدة على الوقود ومن الصناعات المرشحة للاستفادة منه، الطائرات، والسفن، والشاحنات، التي تقطع مسافات طويلة، والصناعات الثقيلة.
ولفت إلى أن الأهم من وجهة نظره أن أهم ميزة لاستخدام هذا النوع هو أنه يمكن أن يكون مصدر طاقة مثالي لتشغيل قطاعات صناعية كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل تصنيع الصلب والخرسانة، وهي صناعة مصر رائدة فيها إقليميًا وعالميًا وكانت تستخدم كميات مهولة من الغاز الطبيعي والكهرباء وبالتالي كانت تزيد من سعر الطن وبالتالي العقارات، من هنا يتضح أن الهيدروجين الأخضر سيعود بالفائدة على المواطن بشكل مباشر.