الرئيس السيسى فى بروكسل.. الهجرة وتأمين الغاز والاستثمار أبرز القضايا
توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إلى بروكسل للمشاركة في القمة السادسة للاتحادين الأوروبي الإفريقي المقرر عقدها بعد غد الخميس، والتي ستعيد تشكيل العلاقات بين أوروبا وإفريقيا.
وترصد "الدستور" في التقرير التالي أبرز ملامح القمة المقررة، الخميس، وتسريبات لمسودة الاتحاد الأوروبي عنها:
كيف كانت القاهرة البداية للتعاون بين أوروبا وإفريقيا
مصر كانت الحاضنة الأولى لقمة الاتحادين الأوروبي والإفريقي، حيث بدأت قمم إفريقيا والاتحاد الأوروبي تنعقد منذ اجتماع منظمة الوحدة الإفريقية السابقة مع الاتحاد الأوروبي في القاهرة في عام 2001، حيث تبنى إعلان القاهرة الذي أعاد صياغة الشراكة الاستراتيجية بين إفريقيا وأوروبا بروح صريحة من المساواة والاحترام والتحالف والتعاون.
كما تم إنشاء شراكة "إفريقيا- الاتحاد الأوروبي"، وهي قناة سياسية رسمية تعمل من خلالها القارتان معًا، وفقًا للاتحاد الإفريقي، تلعب مثل تلك القمم دورًا مهمًا في تجاوز علاقة المانح/المستفيد نحو تعاون طويل الأجل بشأن المصالح المشتركة.
وتعقد القمة عادة كل ثلاث سنوات، بالتناوب بين إفريقيا وأوروبا، لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ الالتزامات وتقديم التوجيه السياسي بشأن المزيد من العمل.
وكانت القمة الخامسة قد اجتمعت تحت شعار "الاستثمار في الشباب من أجل مستقبل مستدام" في عام 2017 في أبيدجان، كوت ديفوار، ولكن بسبب جائحة كوفيد- 19، تم تأجيل القمة السادسة، المقرر عقدها في نوفمبر 2020، حتى الآن.
وكان قد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "الدولة التي تترأس الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية"، إن القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي تهدف إلى "إصلاح شامل" للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، متحدثًا عما أسماه "إعادة صياغة صفقة اقتصادية ومالية جديدة مع إفريقيا"، قائلًا إن "أوروبا تريد إنشاء نظام حقيقي للسلام والازدهار لبناء الاستثمارات في الاقتصادات الإفريقية وبناء مستقبل مشترك في القمة".
وستفتح القمة في الساعة الثانية والربع بعد الظهر بتوقيت بروكسل، غدًا الخميس وتنتهي ظهر الجمعة، وذلك وفقًا لموقع الاتحاد الأوروبي على الإنترنت، ومن المتوقع أن يناقش القادة كيف يمكن للقارتين بناء رخاء أكبر وإطلاق حزمة استثمار إفريقية أوروبية طموحة، مع مناقشة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأزمة الصحية الحالية، فضلًا عن الأزمة الروسية الأوكرانية.
مسودة الاتحاد الأوروبي عن القمة
ويعمل الاتحاد الأوروبي على توفير حزمة تمويل بقيمة 20 مليار يورو (22.7 مليار دولار) لدعم شبكات النقل الإفريقية، فضلًا عن مشاريع الطاقة والرقمية والتعليمية والصحية إلى دول القارة السمراء.
ووفقًا لمسئولين مطلعين على المباحثات بين الجانبين الإفريقي والأوروبي، تتضمن خطة الاتحاد الأوروبي ممرات استراتيجية وكابلات بحرية دولية وتوصيلات طاقة جديدة واستثمارات في مصادر متجددة في مصر والسنغال وكوت ديفوار والمغرب وكينيا.
وبحسب مسودة الاتحاد الأوروبي التي اطلعت عليها وكالة بلومبرج الأمريكية، يهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز الشراكة الجديدة التي يريد الاتحاد الأوروبي إبرامها مع دول إفريقيا في قمة بروكسل.
وتضم قائمة الاتحاد الأوروبي حوالي 60 مشروعًا تهدف إلى إعادة إطلاق العلاقة بعد أشهر من التوترات بشأن إمدادات اللقاح وبراءات الاختراع، بالإضافة إلى قيود السفر التي تهدف إلى القضاء على جائحة كورونا المستجد.
وستذهب معظم الأموال في خطة الاتحاد الأوروبي إلى "جلوبال جيت واي"، وهي مبادرة أوروبية لمنافسة خطة الاستثمار الصينية الضخمة في القارة، ويسعى الاتحاد لتعبئة 150 مليار يورو بحلول عام 2027 من مصادر مختلفة.
ووفقًا للمسودة، سيقدم الاتحاد الأوروبي خلال يومي القمة "تطورات كمية ونوعية في تمويل البنية التحتية"، حيث يعد الاتحاد "بتمويل كبير" للاستثمار في المشاريع وتقديم المساعدة الفنية لتحديد مشاريع جديدة، حيث يريد الاتحاد الأوروبي أيضًا جذب الأموال الخاصة باستخدام الأموال العامة كضمانات وإشراك بنوك التنمية الإفريقية.
وبحسب المسودة، ستقترح أوروبا أيضًا بناء كابل ألياف بحري دولي لربط الاتحاد الأوروبي بإفريقيا على طول ساحل المحيط الأطلسي، وتعزيز الوصول إلى مجمعات الطاقة النظيفة في جميع أنحاء القارة.
كما سيعرض الاتحاد الأوروبي تعاونًا أمنيًا جديدًا، وكجزء من جهد أكثر شمولاً لدعم القوات المسلحة الإفريقية، ستسلم الدول الأوروبية معدات عسكرية في الأشهر المقبلة.
وتشير المسودة إلى أن الهجرة ستكون قضية رئيسية أخرى خلال القمة الأسبوع المقبل، حيث ستقوم دول الاتحاد الأوروبي بتعبئة 4.4 مليار يورو لمحاربة المتاجرين بالبشر، وفرض عمليات العودة الطوعية والقسرية، وتعزيز إدارة الحدود، حيث إن أحد المطالب الأوروبية هو تأمين دور أكبر لوكالتها الحدودية، "فرونتكس"، في الدول الإفريقية.
وبالنسبة لقضية الهجرة، تخشى بروكسل من أن تؤدي حرب جديدة في أوكرانيا إلى إطلاق سيل من اللاجئين مع احتمال زعزعة استقرار الاتحاد، لأن سياسة الهجرة لا تزال الملف الذي يولد معظم الانقسامات والمواجهات بين الدول الأعضاء.
أيضًا تأمين الغاز سيكون قضية رئيسية، خاصة وسط مخاوف من حرب جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث يبحث الاتحاد الأوروبي عن عقود بديلة لتوريد الغاز الطبيعي المسال، من أجل ضمان أمن التوريد في حال قرر الكرملين قطع إمدادات الغاز عن الاتحاد الأوروبي، حيث إن 40٪ من الغاز الذي يستهلكه الأوروبيون الآن يأتي من روسيا.
وتتفاوض بروكسل بالفعل مع مصر ودول أخرى لتأمين الغاز الطبيعي، وتقول المصادر إن رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، الذي يعتبر دولته المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، يعمل كوسيط.
وفي نهاية القمة الأوروبية الإفريقية، من المتوقع أن يتبنى المشاركون إعلانًا مشتركًا حول رؤية مشتركة لعام 2030.