رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فنزويلا والذكرى الثلاثون لاستعادة الكرامة الوطنية

 
"اعتقدت الإمبريالية الأمريكية أن فنزويلا ملكية لها، ومستعمرة من مستعمراتها، وأنها ستُخضِع فنزويلا البوليفارية، ولم تتوقع رد فعل الشعب الفنزويلى الذى استمر فى سياسات مناهضة لهذا الاستعمار الجديد، وبناء بلده، ومواجهة صعوبات العقوبات الاقتصادية الأمريكية".
بهذه الكلمات استهل الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو حديثه مع قناة الميادين فى أوائل هذا العام مؤكدا على أنهم ليسوا وحدهم حيث تضامنت معهم شعوب العالم وساندتهم الدول الصديقة فأصبح شعارهم "إننا لسنا وحدنا".
وفى خطابه أمام الأمم المتحدة فى الدورة السادسة والسبعين فى 21 سبتمبر 2021 قال رئيس دولة فنزويلا البوليفارية "إن دول العالم تتقاسم مواقفها بشأن ماينبغى أن يكون للبشرية فى القرن الواحد والعشرين من تعزيز بناء عالم جديد للسلام والتعاون، عالم جديد من حوار التنوع الأيدولوجى التقافى السياسى الدينى، الذى يضم ثقافات الشعوب فى جميع أنحاء كوكب الأرض، عالم متعدد الأقطاب ومتعدد المراكز بدون إمبراطوريات مهيمنة، عالم متحرر من الذين نهبوا واستغلوا وقمعوا شعوب العالم بالاستعمار الجشع القديم، والذين يتقدمون بأشكال جديدة من الاستعمار ضد شعبنا، أشكال للسيطرة، للاستيلاء، للقمع، للاستغلال، ضد شعوب العالم".
فى صباح يوم الأحد السادس من فبراير كان اللقاء فى سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة بين أعضاء السفارة وعدد من الشخصيات أعضاء لجنة دعم فنزويلا، للاحتفال بالذكرى الثلاثين ليوم 4 فبراير 1992.
دار حوار بين المستشار السياسى للسفارة نائبا عن السيد السفير ويلمر أومار بارينتوس وبين الحاضرين من أعضاء اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا، حيث أكد نائب السفير على ماتم خلال العام الماضى من إنجازات ونجاحات فى المجال السياسى والديمقراطى والاقتصادى رغم الصعوبات والتحديات والعقوبات الاقتصادية المفروضة على فنزويلا من قبل الإمبريالية الأمريكية، وأكد الحاضرون على استمرار المساندة لدولة فنزويلا رئيسا وشعبا ضد الحصار الجائر والمتوحش من الولايات المتحدة الأمريكية، كما حرصوا على توجيه التحية للدول والشعوب المناصرة والداعمة للشعب الفنزويلى وعلى رأسها كوبا والصين وروسيا.
وحول ذكرى الرابع من فبراير 1992 تحدث السيد نائب السفير موضحا أن فى 4 فبراير 1992 قاد هوجو شافيز ثورة الجنود الوطنيين الذين خاطروا بكل شىء لاستعادة الكرامة الوطنية، ثورة مدنية عسكرية ضد الحكومة القمعية لحقوق الفنزويليين، وأضاف أن هذا الحدث التاريخى كان له تأثيرعلى الوضع القائم فى فنزويلا ومنطقة أمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبى، وكانت انتفاضة كبرى ضد السياسات النيوليبرالية والظلم والإقصاء الاجتماعى.
كما أوضح أن هذا الحدث ياتى استكمالاً لما تم فى 27 فبراير 1989 عندما اندلع التمرد الشعبى الأول ضد سياسات الليبرالية الجديدة فى أمريكا اللاتينية فى فنزويلا، وكان مقدمة للثورة البوليفارية التى مهدت لقيادة هوجو شافيز من خلال التصويت الشعبى عام 1998 وبناء الاشتراكية الفنزويلية البوليفارية فى القرن الواحد والعشرين حيث بدأ تطبيق سياسات المساواة والعدالة الاجتماعية المستوحاه من أعمق القيم البوليفارية.
استكمل السيد نائب السفير حديثه بالإشارة إلى ماتم فى عام 2021 قائلا "تميز عام2021 بالاستقرار السياسى والاحتماعى الذى أوجد الظروف اللازمة للانتعاش الاقتصادى حيث خرجت فنزويلا من التضخم وحققت نموا 7,6%، ونمت الصادرات بنسية 33%، وزاد الاستثمار فى نفس العام بنسبة 3% وزاد الاستهلاك بنسبة 5%، وتم الوصول إلى إنتاج مليون برميلا من النفط يوميا، وتشييد نصف مليون منزل، وزاد معدل الالتحاق بالمدارس، ومعدل تدريب الطلاب فى التعليم العام بنسبة 84%، كما تم تطعيم 95% من السكان بلقاح كوفيد 19.
ويجدر بالذكر أن الرئيس نيكولاس مادورو فى 15 يناير أكد خلال رسالته السنوية إلى الأمة من الجمعية الوطنية على أنه فى عام 2022 سيتم فرض نموذج إنتاجى جديد يركز على الإنسان وعلى النمو الذى حددته الثورة البوليفارية، كما أكد على تجديد أساليب الإدارة فى الحكومة الفنزويلية جنبا إلى جنب مع السلطة الشعبية للتقدم نحو مرحلة جديدة وعمل خطة استراتيجية للسنوات الثمانى المقبلة.
كل التحية للشعب الفنزويلى ولدولة فنزويلا رئيسا وحكومة على طريق تحقيق النهضة والتقدم، وكل الدعم والمساندة له لرفع الحصار الاقتصادى الجائر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول التابعة لها.