داعية بالأوقاف: مظالم العباد يأخذ الله فيها القصاص ولا يغفرها
قال الشيخ مكرم عبد اللطيف، الداعية بوزارة الأوقاف، إن رحمة الله جل وعلا تسع جميع ذنوب العباد، ويتجاوزها الله بما فيها الشرك إذا تاب منه أهله ولقوا الله مؤمنين به، أما مظالم العباد فيما بينهم فلابد فيها من القصاص مهما كانت الأسباب والمبررات.
واستدل الشيخ مكرم بما جاء في السنة النبوية، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَصُّ أو فَيُقْتَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ؛ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا"(رواه البخاري).
وأضاف في تصريحات له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" ردًا على أحد المتابعين حول حكم ظلم العباد وكيفية التوبة منه، لقد جاءت النصوص أن العباد لا يدخلون الجنة حتى تؤدى المظالم ويقتص للمظلوم من الظالم، وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم أحرص الناس على هذا الأمر، وكانوا يتواصون عليه، ويعين بعضهم بعضاً بأن يسلموا من حقوق الخلق، لما عرفوا من خطورتها ولزوم القصاص منها.
وكشف الداعية بوزارة الأوقاف عن موقف للعالم محمد بن واسع (المجاهد العابد الزاهد)، حيث كتب إلى أحد إخوانه قائلاً: "إن استطعت أن تبيت حين تبيت وأنت نقي الكف من الدم الحرام، خميص البطن من الطعام الحرام، خفيف الظهر من المال الحرام فافعل؛ فإن فعلت فلا سبيل عليك؛ فإن الله تعالى يقول (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)[الشورى:42]".
بينما قال صلى الله عليه وسلم-: "منْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ -مِنْ أَخِيهِ- فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ"(رواه البخاري)، وقال -صلى الله عليه وسلم:"لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ"(رواه مسلم).