«النجار»: من يفتون وهم لا يمتلكون أدوات الفتوى وضعوا أنفسهم موضع الله
قال الدكتور عبدالله النجار إن القواعد الفقهية "أدوات لضبط التصرفات وفق ما يريده الله، عز وجل، من عباده"، ودراسة هذا العلم من أشرف أنواع الدراسات، والوقوف على أسراره من أدق العلوم التي يجب أن يحصلها الإمام أو الباحث في الشأن الديني.
جاء ذلك في إطار فعاليات اليوم الأول للدورة التدريبية المشتركة لأئمة مصر وفلسطين بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأشار «النجار» إلى أن القواعد الفقهية أقسام، منها ما ينظم القواعد الأصولية في مجال الفقه، ومنها ما ينظم القواعد الأصولية في مجال أصول الفقه، كما أن هناك قواعد تنظم أعمال القلوب والنوايا، فالأعمال بالنيات، أما ما يتعلق بالمعاملات بين الناس فهي مبنية على ظاهر التصرفات.
ولفت إلى أن قواعد الفقه الكلية ميدان فسيح كبير للمذاكرة والتلاقي، والأحكام الفقهية تتسع بما لا يترك مجالًا إلا ببيان الحكم الشرعي له من حل أو حرمة، مطلوب أو غير مطلوب، فالأحكام الفقهية تشمل كل حركات الإنسان وسكناته.
وبيّن أن الأحكام الشرعية تتغير بتغير الزمان والمكان، فقد يباح للإنسان شيء في مكان، ويحرم عليه في مكان آخر، وأن التيسير هو شرع الله، والفقيه هو الذي يجيد التيسير ويحسن التيسير بدليل، مستشهدا بقول النبي: "ما خُيِّر بين أمرين إلَّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه" .
وأكد «النجار» أن من يتعرض لأمر الإفتاء يجب أن يحيط علمًا بأدوات الفتوى والاجتهاد، وأما من تعرضوا للإفتاء، ولم يمتلكوا أدوات الفتوى، ووضعوا أنفسهم موضع الله، في الحكم على البعض بالكفر، وجعلوا الخروج من الملة مضغة في أفواههم دون أن يكون لديهم قواعد منضبطة في الحكم على تصرفات الخلق، هؤلاء ما هم إلا أهل التشدد وأصحاب الفكر المتطرف.