رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شينخوا»: مصر تنفذ خطة طموحة لتطوير البحيرات وتنمية الثروة السمكية

الثروة السمكية
الثروة السمكية

سلّطت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، الضوء على الخطة الطموحة التي تنفذها الحكومة المصرية لتطوير البحيرات التي تعرضت لإهمال جسيم على مدار العقود الماضية، أدى إلى تدهور أوضاعها، وذلك كخطوة نحو تنمية الثروة السمكية، مشيرة إلى أنه توجد في مصر عدة بحيرات، هي: "مريوط وإدكو والمنزلة والبرلس والبردويل" في شمال القاهرة، و"التمساح والمرة" في محافظة الإسماعيلية شرق العاصمة، و"قارون والريان وبحيرة السد العالي" جنوبا.

وقالت الوكالة الصينية، في تقرير، اليوم: إن مياه بعض هذه البحيرات تعد عذبة مثل مريوط وإدكو، بينما مياه بعضها الآخر عذبة ومالحة مثل بحيرتي المنزلة والبرلس، في حين مياه بحيرات مثل البردويل والتمساح مالحة، مشيرة إلى أن هذه البحيرات تنتج نحو 12% من إجمالي إنتاج مصر من الثروة السمكية.

ونقلت الوكالة الصينية عن الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، قوله إن البحيرات في مصر تشهد حاليا تطويرا كبيرا وعلى مستوى عال، وذلك من خلال التعاون بين هيئة الثروة السمكية وهيئة قناة السويس وبعض الشركات الخاصة، متوقعا أن يتم الانتهاء من تطوير بعض البحيرات مثل البردويل والبرلس والمنزلة في نهاية العام الجاري، على أن ينتهي تطوير بحيرة مريوط خلال العام القادم، وتختلف تكلفة التطوير من بحيرة لأخرى، ووصلت تكلفة مشروع تطوير بحيرة المنزلة فقط، التي تبلغ مساحتها 250 ألف فدان، لملياري دولار حتى الآن، حسب تصريح سابق لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

وأكد مصيلحي أن تطوير البحيرات سوف يؤثر بشكل إيجابي على الثروة السمكية في مصر، مشيرا إلى أن مردود هذا التطوير بدأ يظهر إلى حد ما على الرغم من عدم انتهاء أعمال التطوير، واستدل على ذلك بإنتاج بحيرة مثل المنزلة، والذي بلغ 82.5 ألف طن من الأسماك في عام 2020 مقابل 60 ألف طن في عام 2017.

ولفت إلى أن نتائج تطوير البحيرات لن تظهر بشكل واضح إلا بعد انتهاء أعمال التطوير، إذ ما زالت المعدات موجودة في البحيرات لإزالة التعديات والحشائش وتعميق بعضها، مشيرا إلى أن إنتاج البحيرات حتى الآن وقبل انتهاء تطوير الجزء الأكبر من الإنتاج السمكي للمسطحات المائية تبلغ 20% من الأسماك في مصر، فيما يبلغ إنتاج البحيرات 12% من إجمالي الإنتاج السمكي في البلاد، ونهر النيل 4%، والبحر الأحمر 2%، والبحر المتوسط 2%.

وكشف مصيلحي عن أن إنتاج بلاده من الأسماك تخطى 2.2 مليون طن في عام 2020، وتوقع أن يفوق حجم إنتاجها في العام 2021 نظيره في العام الأسبق، وارتفع نصيب المواطن من الأسماك إلى حوالي 20.5 كيلوجرام سنويا، مقارنة بـ16 كيلوجراما في الفترات الماضية، وطبقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) فإن المستوى العالمي للفرد 21.5 كيلوجرام في السنة.

واعتبر مصيلحي أن نصيب الفرد في مصر من الإنتاج السمكي "متميز جدا"، وتوقع أن يصل إنتاج مصر السمكي في عام 2025 إلى 2.5 مليون طن، وهو ما يفوق احتياجات المستهلك المصري.

ونوه بأن الثروة السمكية في مصر تشهد نهضة كبيرة في ظل الدعم المباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الذي وجّه بإنشاء العديد من مشاريع الاستزراع السمكي حيث تنتج المزارع السمكية نحو 80% من إنتاج مصر السمكي.

وقال إن مصر افتتحت خلال السنوات الماضية عدة مشروعات كبيرة في مجال الاستزراع السمكي مثل مشروع بركة غليون في محافظة كفرالشيخ، ومشروع الفيروز في محافظة بورسعيد "الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط"، ومشروع ثالث في قناة السويس، واصفا هذه المشروعات بأنها "عملاقة"، وتوقع أن تضيف 500 ألف طن من الأسماك بمجرد أن تبدأ الإنتاج بالشكل الأمثل.

واعتبر أن "الاستزراع السمكي في مصر مجال واعد جدا، ومصادره متاحة، ويعتبر من الصناعات الهامة لمصر"، مشيرا إلى أن مصر تحتل المركز الأول في إفريقيا والسادس عالميا في مجال الاستزراع السمكي.

في الوقت نفسه، أوضح مصيلحي أن مصر ستعلن قريبا عن مشروع قومي كبير للأقفاص البحرية، حيث تم اختيار 21 موقعا، منها 12 موقعا في البحر المتوسط، و9 مواقع في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن هذه المواقع سوف تكون مصدرا كبيرا جدا للإنتاج السمكي في مصر.