الأمم المتحدة: جائحة كورونا تؤثر على جغرافية الإنتاج الصناعي العالمي
توقعت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، أن يؤثر جائحة كورونا على جغرافية الإنتاج الصناعي العالمي، عبر تسريع الانتقال نحو شرق وجنوب شرق آسيا، وأن يؤثر أيضًا على الطريقة التي يتم فيها تنظيم الإنتاج الصناعي العالمي عبر الحدود من خلال سلاسل القيمة العالمية.
وفي حين أنه من السابق لأوانه إدراك الآثار الكاملة لأزمة كورونا على سلاسل القيمة العالمية، يبرز إجماع واسع النطاق على أن الجائحة ستؤثر على التنظيم العالمي للإنتاج، وقد رصدت بوادر تحول في قرارات العمل، حيث تضطر شركات "رائدة"، علي غرار الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات، التي تنسق أنشطة الابتكار والإنتاج عبر الحدود، إلى تبني إدارة مخاطر أكثر تطورا، وهي خطوة يمكن وصفها بأنها تحول من إدارة تعتمد سياسة "الوقت المناسب" إلى سياسة "التحسب لطوارئ".
ومن أجل ضمن الاستمرارية في تسليم المخرجات، قد تبرز الحاجة إلي مخزون أكبر من المدخلات والمنتجات النهائية، بالاضافة إلى عملية التتويع في مصادر المواد والوسائط.
مخاوف جديدة بشأن إعادة الانتاج إلى الداخل وتقصير سلسلة القيمة
لا يقتصر التغيير على التخطيط للأعمال، ويتمثل قلق بالغ في أن نقاط الضعف التي كشفتها الجائحة قد تدفع بعض الشركات إلى التفكير إما في تقصير سلسلة القيمة الخاصة بها أو تقريبها من المستهلكين النهائيين "إعادة التوطين".
وقد يشكل الضغط السياسي، لا سيما في الاقتصادات الصناعية، عاملا أيضا في هذه القرارات، وعلى الرغم من ذلك، من المرجح أن تكون توقعات النمو في العديد من الاقتصادات الصناعية النامية والناشئة، لا سيما في شرق أسيا ولكن لا حصرًا، بمثابة ثقل موازن، مع تحول شركات متعددة الجنسيات من البحث عن الكفاءة إلى أنماط البحث عن الأسواق والانخراط مع اقتصادات الصناعات النامية والناشئة.
على الأقل في الوقت الحالي، قد يكون تنويع الموردين خيارا أكثر فعالية وقدرة على الصمود من حيث التكلفة للشركات الرائدة، مقارنة مع توطين سلاسل التوريد بأكملها.