يحيي صفوت: سطور رواياتي تحمل رسائل لكل فئة عمرية (حوار)
ما أن أنهي امتحانات النقل للصف الثاني الإعدادي، إلا وكان محمد حسام، وزملائه خالد وطارق، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، جاءوا للحصول علي أحدث مؤلفات الكاتب يحيي صفوت "ما أخفاه الرماد"، والصادرة عن دار العين للنشر والتوزيع.
وعندما سألتهم الــ "الدستور" إن كانوا قد قرأوا للكاتب يحيي صفوت من قبل، فأشاروا بنعم، مضيفين: أن "صفوت" تختلف رواياته عن غيرها من هذا اللون الأدبي، بأنها روايات تثير العقل والتفكير، كما أن روايات "صفوت" تشرك قارئها مع الكاتب في تجميع قطع "البازل"، أي أنهم فاعلين في العمل الروائي وليسوا متلقين فقط.
وشدد الصبية الذين تحلقوا حول الروائي يحيي صفوت، داخل جناح دار العين في معرض الكتاب، علي أنهم يتابعون روايات صفوت بشغف رغم حجمها الكبير وعدد صفحاتها الكثيرة، حيث لفت محمد حسام إلي أنه يقرأ كل يوم ثلاثين أو خمسين صفحة من الرواية، ولولا المذاكرة لكنت قرأتها مرة واحدة.
ــ رسائل إلي القارئ ما بين السطور
وبدوره قال الروائي يحيي صفوت لـ "الدستور"، عن عمله الأحدث "ما أخفاه الرماد": ما يميز رواية ما أخفاه الرماد، عن رواياتي السابقة، أن الغموض فيها هذه المرة بشكل أكبر ومختلف عن بقية أعمالي. كما أن في الرواية رسائل إلي القراء من بين السطور، لتشحذ تفكيرهم وعقولهم، دون أن أقدم للقارئ حل سهل وسريع.
أي أن القارئ خلال فصل علي الأكثر من القراءة، يربط عقله بين رموز الرواية. ودائما ما أراهن علي ذكاء القارئ، حتي أنه وفي نهاية العمل الروائي سيجد نفسه، يتأمل في ما قرأ، ليعيد القراءة من جديد مرة أخري، فالرواية دائرية ليس لها نهاية، وفي المرة الثانية للقراءة، سيخرج القارئ بفهم جديد مختلف عن المرة الأولي للقراءة.
وأردف "صفوت": رواية ما أخفاه الرماد، أرهقتني كثيرا خلال الكتابة، سواء في المراجع والمصادر العلمية الكثيرة التي أستندت عليها ورجعت إليها قبل الكتابة، حيث أن الرواية ذات طابع نفسي. حيث تتناول الرواية فكرة الرغبات الإنسانية، وكيف يكون الإنسان راغبا في أمر ما أو شيئا ما، بشدة لدرجة الاحتراق، والرسائل التي تتركها له الدنيا خلال حياته واستمراره فيها، ما الذي يمكن للإنسان أو الشخص أن يدوس عليه أو يتنازل عنه، ومن الذي يمكن أن يتخلص منه أو يسحقه تحت قدميه، ليصل إلي ما يرغب فيه ويريده. وفي النهاية أنت من تقرر هل ما دفعته يساوي ما وصلت إليه أم لا؟
وحول ظاهرة انتشار روايات أدب الرعب والجريمة وأسباب إقبال العديد من القراء عليها خاصة من الشباب، أوضح الروائي يحيي صفوت: أي موضة أو ظاهرة في القراءة والكتاب سنري فيها هذا، أي سنجد من يتخذها بمنطق "ركوب الموجة" بدون دراسة أو موهبة فيكون الناتج تجاري استهلاكي. وهناك من يحب هذا اللون بجد وهاضم هذا اللون من الكتابة والأدب ويمثل بالنسبة له حالة، فالعمل التشويقي الغامض يكون حالة برمتها وليس فقط مجرد موقف.
فيجب علي الكاتب أن يبني الحالة ويصدقها أولا قبل أن يقدمها للقارئ ويطلب منه بالتالي أن يصدقها، كما أنه علي من يكتب الخيال أن يكتبه كواقع، ويكتب الواقع خيالي. هنا يكمن سر نجاح العمل، أن تكتبه خياليا لكني كقارئ أصدقه، وأراه يحدث بالفعل من حولي.
وعن قراء روايات يحيي صفوت أضاف: هناك فئات عمرية متنوعة ممن يقرأون روايات، فهناك رسالة لكل جيل من القراء، الصغير له رسالة أخلاقية مغلفة بالأكشن، والأكبر منه له رسالة، فلسفية أعمق، هذا يقرأ ويستمتع وذاك يقرأ ويستمتع أيضا. المهم أن الأثنين تصل لهما رسائل مختلفة.
وفي النهاية لا بد أن يكون لكل عمل إبداعي أو أدبي رسالة ما فأنا لا أكتب لغرض المتعة فقط، وإن كنت أحرص في كتاباتي ألا أعظ.