سامح مبروك: مشاركتي في معرض الكتاب للعام الثاني إنجاز افتخر به
أكد الكاتب والروائي سامح مبروك، أن مشاركته للعام الثاني على التوالي في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، لهو فخر وشرف كبير له، خصوصا في فعالية كبيرة مثل هذه، وهي بالنسبة له يعتبرها استكمالا لفرحة تواجده قبلها في معرض الشارقة، وتوقيع روايته في أمسية باكسبو الإمارات ضمن فعاليات المعرض، وأن حالت ظروفه دون التواجد في القاهرة، لكنه يتمنى أن يحب الجمهور المصري روايته “كاتاتونيا” كما أحبوا “زرادشت” التي تشارك بطبعتها الثانية هذا العام.
وأضاف “سامح” في تصريحات صحفية له، قائلا: المشاركة برواية جديدة للدورة الثانية على التوالي في معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد إنجازًا أفتخر به، فإن المشاركة في هذا المحفل الدولي الذي يشارك فيه هذه السنة أكثر من ١٠٠٠ ناشر يمثلون ٥١ دولة مختلفة هو شرف لكل كاتب وناشر على حد سواء، وأتشرف هذا العام بطرح رواية كاتاتونيا أعراض انسحاب، وهي رواية أعتقد أنها تناقش واحدة من أهم القضايا المجتمعية التي تواجه العالم ككل، وهي قضية إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وما تسببه هذه الوسائل من انشقاقات وتداعيات سيئة بالمجتمع، هذا كله في إطار من الخيال والنوستالجيا ولا يخلو بالتأكيد من التشويق والفكاهة.
وتابع: كما تتواجد للسنة الثانية على التوالي باكورة أعمالي رواية “زرادوستار” في طبعتها الثانية، وكانت الرواية قد طرحت للمرة الأولى في المكتبات المصرية في الدورة السابقة من معرض القاهرة الدولي للكتاب أيضًا، وربما أصبح هذا فأل خير لي.
وعن عالم رواية “كاتاتونيا” يقول "سامح": فهي تدور في عالم الأسرة المصرية البسيطة التي تعاني من عرض التباعد الاجتماعي الذي تسبب فيه الداء الأساسي، وقد شخصته الرواية في منصات التواصل الاجتماعي ذاتها والتكنولوجيا بشكل عام، فانشغال الأم بالمسلسلات وصفحات الطبخ من جهة، والأب بصفحات الرياضة وقصف الجبهات من جهة أخرى، والأولاد بمنصات الألعاب، والبنات بمنصات الصور والرقص، حتى الأطفال بمقاطع الفيديو والألعاب، جعل لكل فرد من الأسرة عالمه المتفرد الذي لا يتلاقى مع أي عالم آخر لأيٍ من أفراد الأسرة الآخرين على الإطلاق، مما خلق فجوة في العلاقات ما بين أفراد الأسرة الواحدة، وولد التباعد على عكس الغرض والاسم المفروض لهذه المنصات كمنصات للتواصل.
وتابع: هنا يمكنك طرح سؤالين رئيسيين تمحورت حولهما الرواية. من المستفيد الأكبر من تلك المنصات وتلك الحالة الناتجة عنها، بل من يقود هذا الحراك التكنولوجي؟
أما السؤال الثاني فهو: ماذا سيحدث للمجتمع من أعراض انسحاب قد يتسبب فيها سقوط إمبراطورية الوسائل هذه بل التكنولوجيا كافة؟ هنا تأتي عقدة الرواية ومن ثم يحاول أبطال الرواية في حلها".
وعن عالم رواية “زرادوستار” فتدور في فلك مختلف تمامًا عن رواية “كاتاتونيا”، فـ"زرادوستار" تعد استحضارًا أدبيًا خياليًا فلسفيًا لأحداث وشخصيات وثقتها الكثير من المصادر التاريخية التي تناولت حياة الفيلسوف الحكيم "زرادشت"، الذي وصفته الكتب والمراجع المتعددة على أنه كان نبي أمته وأهله من الميديين، وتشير الكثير من المصادر التاريخية أن الله قد اصطفاه بالرسالة وأنزل عليه كتاب مقدس يدعى "الأفيستا"، فهي تجسيد أدبي وخيالي لأحداث حياته وما بها من معجزات بداية مما مر به والديه قبل ولادته وحتى أتت لحظة ولادته التي أضاءت على إثرها (أريانا فيجا) تلك المنطقة التي ولد بها زرادشت، مروراً بفصول حياته المتتابعة حتى البلوغ وما واجه أهله فيها من محن وعثرات.
كما تثير الرواية بشكل جدلي افتراضي وفلسفي قضية الشك، ورحلة هذا الحكيم النبي من الشك إلى اليقين، وذلك باستخدام النظريات الفلسفية القديمة في إثبات وجود الله، لذلك تعد زرادوستار حالة أدبية تاريخية فلسفية تجسد ذلك الصراع الأزلي ما بين الخير والشر، والنور والظلام، تلك الثنائية المعروفة لدى الديانة الزرادشتية ما بين إله النور أهورا مازدا وإله الظلام أهريمان.