تقاوم الاندثار.. «صناعة الحصر» مهنة قام عليها اقتصاد واحات الوادي الجديد
داخل كل بيت قديم تغطى الأرض بـ “الحصير” للحماية من الرطوبة، صناعة وحرفة يدوية قديمة تعتمد على الصبر والإبداع، منشأها الأصلي واحات الوادي الجديد.
“صناعة الحصر” حرفة يدوية تراثية قديمة دخل واحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، مثلت في وقت بعيد اقتصادًا محليًا هو الأهم للمجتمع الواحاتي،"الحصر" كانت الفراش الأساسي للمساجد والبيوت خصوصًا المندرة “حجرة استقبال الضيوف” وجلسات المناسبات ولم يخلو مكان منها.
“حصير الواحة” كان له خصوصيته من حيث الجودة حيث يصنع من خامات البيئة الطبيعية “نبات السمر، ليف النخيل” فهي صناعة صديقة للبيئة واستخدمت في العديد من الصناعات مثل صناعة الجبن.
صناعة الحصر بالواحة تعد مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر وتتعدد مراحل صناعته.
الحاج سيد رفاعي، قال لـ “الدستور”، إن بداية العمل كانت تعتمد على جمع السمر من المصارف الزراعية بواسطة مجموعة من الصبية والشباب، ثم تجهيز ليف النخيل وفتله.
بعدها تبدأ ربات البيوت وبعض الرجال الى مرحلة المهارة الحرفية في التصنيع على النول الخشبي المثبت على الارض باوتاد خشبية وغالبا كان الحرفي وصاحب المهارة شخص واحد يورثها لأحد أفراد العائلة وكانت صناعة الحصير ببعض قرى الواحة وليس كلها.
وأضاف سيد، أن هذه الحرفة التراثية اندثرت إثر التطور التكنولوجي وغزو البلاستيك والموكيت والسجاد .
وصنع من الحصر طوالة (الاياس) منه ما هو عريض يستخدم للاحواش ببيت العيلة ومنه ما لا يتجاوز عرضه المتر ويستخدم للمصاطب خارج البيوت، فضلا عن فراء الضأن والماعز وهي تزين الحصر وقت الحفلات والأفراح
ويقول أحمد السعداوي فنان واحاتي من مركز الداخلة بالوادي الجديد، أن صناعة الحصير موجودة في بعض محافظات مصر مثل الشرقية والفيوم وتتوارثها الأجيال ويشرف عليها الشباب لإستخدامها في عدة مشروعات مثل تزيين الجناين والمنتجعات والحدائق الخاصة وبعض القرى البيئية في الأماكن الصحراوية مع نبات التمر حنه المتسلق والذي يعطي شكلا جماليا في بعض المناطق وخاصة الفنادق البدوية الموجودة في الدروب الصحراوية بواحات الوادي الجديد.
وأوضح سعداوي أن المشغولات اليدوية المصنوعة من الخوص وزعف النخيل مازالت موجودة حتي الان بالوادي الجديد ويتم عمل دورات تدريبية وورش لحمايتها من الاندثار.