أستاذ تفسير بالأزهر: تلحين الأذان يبطله في هذه الحالة
تلقى الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عددًا من الأسئلة حول الأخطاء الشائعة في الأذان،والتي رصدها بعض الشباب داخل المساجد، لمعرفة الحكم الشرعي، وهل تؤثر على صحة الأذان؟
ما حكم الشرع في تلحين الأذان؟
أجاب “مرزوق” قائًلا: اﻟﻠﺤﻦ اﻟﺬﻱ ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ اﻷﺫاﻥ ﻛﻤﺪ ﻫﻤﺰﺓ اﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻭ ﺑﺎﺋﻪ ﻳﺒﻄله، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭﻫﺬا ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ، ﻭﻫﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ: اﻟﻠﺤﻦ اﻟﺬﻱ ﻳﻐﻴﺮ اﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻓﻌﻠﻪ.
حكم الترتيب بين كلمات الأذان
وأضاف أستاذ التفسير،أن اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻷﺫاﻥ:ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻤﺆﺫﻥ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ اﻷﺫاﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻈﻢ ﻭاﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻮاﺭﺩ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺟﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻣﺬﻫﺐ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺃﻥ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭاﺟﺐ، ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻞ اﻟﻤﺆﺫﻥ ﺫﻟﻚ اﺳﺘﺄﻧﻒ اﻷﺫاﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ؛ ﻷﻥ ﺗﺮﻙ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ، ﻭﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ اﻹﺧﻼﻝ ﺑﻨﻈﻤﻪ.
وتابع مرزوق: وﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺘﻈﻢ ﻣﻨﻪ، ﻓﻠﻮ ﻗﺪﻡ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻋﺎﺩ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥاﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺃﻭﻟﻰ، بينما يرى اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺳﻨﺔ، ﻓﻠﻮ ﻗﺪﻡ ﻓﻲ اﻷﺫاﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮﻯ ﺃﻋﺎﺩ ﻣﺎ ﻗﺪﻡ ﻓﻘﻂ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺄﻧﻔﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ.
حكم الموالاة بين ألفاظ الأذان
وأوضح أستاذ التفسير، أن اﻟﻤﻮاﻻﺓ ﻓﻲ اﻷﺫاﻥ ﻫﻲ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺼﻞ ﺑﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ، ﻭﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺩﻭﻥ ﺇﺭاﺩﺓ ﻛﺎﻹﻏﻤﺎء ﺃﻭ اﻟﺮﻋﺎﻑ ﺃﻭ اﻟﺠﻨﻮﻥ، ﻭاﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻷﺫاﻥ ﺑﺄﻱ ﺷﻲء ﻛﺴﻜﻮﺕ ﺃﻭ ﻧﻮﻡ ﺃﻭ ﻛﻼﻡ ﺃﻭ ﺇﻏﻤﺎء ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮا ﻓﻼ ﻳﺒﻄﻞ اﻷﺫاﻥ ﻭﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ، ﻭﻫﺬا ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭاﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ، وﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻓﻴﺴﻦ اﺳﺘﺌﻨﺎﻑ اﻷﺫاﻥ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭاﻟﻜﻼﻡ، وﻫﺬا ﻣﻊ اﺗﻔﺎﻕ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ ﻛﺮاﻫﺔ اﻟﻜﻼﻡ اﻟﻴﺴﻴﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻐﻴﺮ ﺳﺒﺐ ﺃﻭ ﺿﺮﻭﺭﺓ.
ونوه أستاذ التفسير بأنه ﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻃﺎﻝ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻷﺫاﻥ ﺑﻜﻼﻡ ﻛﺜﻴﺮ، ﻭﻟﻮ ﻣﻀﻄﺮًا ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺈﻧﻘﺎﺫ ﺃﻋﻤﻰ، ﺃﻭ ﻧﻮﻡ ﻃﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺇﻏﻤﺎء ﺃﻭ ﺟﻨﻮﻥ ﻓﻴﺒﻄﻞ اﻷﺫاﻥ ﻭﻳﺠﺐ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ، ﻭﻫﺬا ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭاﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ، حيث ﻗﺎﻝ اﻟﺮاﻓﻌﻲ: ﻭاﻷﺷﺒﻪ ﻭﺟﻮﺏ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻨﺪ ﻃﻮﻝ اﻟﻔﺼﻞ، ﻭﻗﻄﻊ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺑﻌﺪﻡ اﻟﺒﻄﻼﻥ ﻣﻊ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ، ﻭﺃﻟﺤﻖ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺑﺤﺎﻻﺕ ﺑﻄﻼﻥ اﻷﺫاﻥ ﻭﻭﺟﻮﺏ اﺳﺘﺌﻨﺎﻓﻪ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ اﻟﻴﺴﻴﺮ اﻟﻔﺎﺣﺶ ﻛﺎﻟﺸﺘﻢ ﻭاﻟﻘﺬﻑ.