فى ذكراه.. سومرست موم.. عمل جاسوسا للمخابرات البريطانية
قبل 148عاما، ولد الكاتب الإنجليزي، سومرست موم، في مثل هذا اليوم من1874 بباريس، لأب كان يعمل مستشارا قانونيا للسفارة البريطانية بفرنسا، فقد أمه في الثامنة من عمره ووالده في التاسعة، فعاد إلى إنجلترا ليتولى عمه رعايته.
درس الطب وتدرب في مستشفي سانت توماس، لكن حبه للأدب تفوفق فخرج من فترة التدريب بأولي قصصه وكان عمره 23 سنة.
أنصرف سومرست موم إلى الأدب القصصي، وعاش في فقر مدقع لمدة 11 عاما، حتى نجحت إحدى مسرحياته في عام 1907، فكان نجاحها بداية تألقه الأدبي. اختار الإقامة في سويسرا خلال الحرب العالمية الأولى لإصابته بالسل، فانتهز الفرصة ليكسب عيشه بالعمل مع المخابرات السرية البريطانية. وعن هذه التجربة كتب روايته المعنونة بـ "كنت جاسوسا".
أصيب بإنهيار عصبي عقب الحرب العالمية الأولى، وتجول في بحار الجنوب وعاد منها بمادة روائية قصصية، ليتفرغ للتأليف طيلة الثلاثين سنة الأخيرة من عمره، فاستطاع أن يخلد أسمه بين كبار الأدب الروائي في إنجلترا.
عالم سومرست موم الأدبي
عندما سأل أبرز النقاد المسرحيين في نيويورك عن أعظم عشرة أعمال ظهرت في مختلف العصور، نالت "هاملت" التي مر علي كتابتها ما يزيد عن 300 سنة المركز الأولي في القائمة، وجاءت في المرتبة الثانية بعد مسرحية وليم شكسبير "هاملت"، مسرحية وليم سومرست موم "الأمطار"، تلك الدراما العنيفة التي تدور حول صراع غريزة الجنس مع الدين، وقد اقتبست عن قصة قصيرة لسومرست موم. وقد ربح موم من هذه المسرحية أربعين ألف جنية أسترليني، ومع ذلك فأنه لم يستغرق في كتابتها سوي دقائق معدودة.
كان “موم” قد كتب قصة قصيرة بعنوان "سالي تومبسون"، وتركها ولم يعد يفكر فيها، وفي ذات ليلة كان أحد كتاب المسرح ويدعي "جون كولتون" يبيت في ضيافة سومرست موم، فطلب من موم شيئا ليقرأه قبل النوم، فأعطاه موم مسودة قصة "سالي تومبسون"، فافتتن كولتون بهذه القصة التي هزت مشاعره، ونهض من الفراش متجولا في الغرفة وهو يرسم في خياله القصة وقد وضعت في قالب درامي مسرحي تستحق الخلود.
وفي الصباح قال كولتون لـ موم: القصة التي أعطتني إياها لتساعدني علي النوم، طيرته من عيني، وقضيت الليلة بأكملها أفكر في قابليتها لأن تقتبس في عمل مسرحي" لكن الأخير قابل الفكرة بفتور وقال لكولتون ساخرا: مسرحية.. نعم لعلها تصلح لأن تكون تمثيلية سقيمة. وعلي عكس توقعات موم بعدما قدمت مسرحية "الأمطار" عن قصته سالي تومبسون، يستمر عرضها لمدة 415 ليلة عرض متوالية.
كتب سومرست موم عدد من الكتب بينها: "أغلال الحب" ــ"القمر وستة بنسات" ــ "القناع الملون". بالإضافة إلي عدد كبير من المسرحيات الناجحة بلغت عشرين مسرحية درامية.
ويعد سومرست موم من نوابغ عصره ومع ذلك فشله المالي ظل يلازمه طيلة الــ 11 سنة الأولي من اخترافه الكتاب الأدبية. ومن العجيب أنه قدر له أن يربح من مؤلفاته 200 ألف من الجنيهات، لم يزد ربحه خلال الإحدي عشر سنة الأولي من قصصه القصيرة والطويلة عن مائة جنيه سنويا. بل لقد أضطره الفقر أن يبيت أحيانا وهو جائع. ولطالما حاول أن يجد عملا كمحرر للمقالات الإفتتاحية في إحدي الصحف بمرتب ثابت، ولكنه لم يوفق في ذلك.
كان مكانه المفضل للكتابة، سقيفة مظللة أقامها علي سطح الفيلا التي يقطنها في ساحل الريفييرا، شيدها علي الطراز المراكشي، وكان من عاداته اليومية أن يدخن غليونه ويقرأ الفلسفة لمدة ساعة قبل أن يشرع في الكتابة.
ومنذ فراره من الغزو الألماني الذي اجتاح فرنسا، انتقل إلي مزرعة في ولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية، مواصلا كتابته الأدبية طوال سنوات الحرب.