ما سر تقدم اسم الله الرحمن على الرحيم فى سورة الفاتحة؟ عالم أزهرى يوضح
ورد سؤال إلى الدكتور مختار مرزوق، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي:"فيسبوك" خلال البث المباشر الذي يجريه للرد على استفسارات وأسئلة المتابعين، يقول: هل هناك سر لتقدم الرحمن على الرحيم في سورة الفاتحة ؟
من جانبه، قال أستاذ التفسير وعلومه بجامعة الأزهر، إن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي لا يستطيع أحد أن يستدرك عليه، ولقد ذكر أهل العلم وجوها لتقدم الرحمن على الرحيم منها ما يلي:
أولًا: قال الفخر الرازي: قدم الرحمن لأنه اسم انفرد به الباري عز وجل، وأما الرحيم فهو مشترك كما تقول فلان رحيم ولا يقال رحمن فقدم الخاص على العام .
ثانيًا: قال الإمام القرطبي: ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻥ" اﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ، ﺃﻻ ﺗﺮاﻩ ﻗﺎﻝ:" ﻗﻞ اﺩﻋﻮا اﻟﻠﻪ ﺃﻭ اﺩﻋﻮا اﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻓﻌﺎﺩﻝ اﻻﺳﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﺮﻛﻪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻗﺎﻝ:" ﻭﺳﺌﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ ﻣﻦ ﺭﺳﻠﻨﺎ ﺃﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺁﻟﻬﺔ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺃﻥ" اﻟﺮﺣﻤﻦ" ﻫﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﺟﻞ ﻭﻋﺰ. ﻭﻗﺪ ﺗﺠﺎﺳﺮ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﻜﺬاﺏ ﻟﻌﻨﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﺘﺴﻤﻰ ﺑﺮﺣﻤﺎﻥ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺮﻉ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﻧﻌﺖ اﻟﻜﺬاﺏ ﻓﺄﻟﺰﻣﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻌﺖ اﻟﻜﺬاﺏ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻛﺎﻓﺮ ﻛﺎﺫﺑﺎ، ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ ﻟﻤﺴﻴﻠﻤﺔ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻪ، ﺃﻟﺰﻣﻪ اﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ.
ثالثا: أن نظم البسملة على هذا الترتيب أحسن وموافقتها لآخر الفاتحة أشد.
يشار إلى أن الدكتور مختار يقوم ببث مباشر يوميًا للرد على كافة استفسارات المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يقدم حلولا لبعض المشكلات الاجتماعية من الناحية الشرعية التي تخص الزواج والطلاق، إضافة إلى نشر العديد من الأدعية والأسرار القرآنية التي تفيد المسلم في حياته.