كيف بدلت كورونا أوضاع المستشفيات؟.. أطباء يعالجون المرضى افتراضيًا لتقليل الازدحام
الظروف التي مر بها العالم خلال فترة جائحة كورونا، كانت طرف الخيط لجذب الانتباه حول ضرورة الأخذ بإجراءات تشخيص الحالات المرضية عن بُعد، وتقديم الخدمات الطبية عبر الاتصال بالفيديو، تقليلًا لحجم الإقبال على المستشفيات.
نشرت دورية "فرونتيرز إن نيورولوجي" دراسة حديثة أعدها باحثون مصريون تهدف إلى تقييم مدى فاعلية وجدوى استخدام الزيارات الافتراضية لمتابعة المرضى خلال فترة كورونا، والتي أثبتت نجاحها بنسبة 90.5%، بمعدل 19 زيارة ناجحة من بين 21.
الزيارات الافتراضية التي وفرت على المرضى قطع مسافات كبيرة تتجاوز مئات الكيلومترات، كانت مؤشرًا جيدًا لوزارة الصحة التي أعلنت مؤخرًا عن إنشاء وتشغيل وحدات للتشخيص عن بُعد، موزعة بالمستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية، ضمن مبادرة إنشاء 300 وحدة للتشخيص عن بعد على مستوى محافظات الجمهورية.
تعلمت تخصصات طبية عدة بعد تطوعي في المبادرة العلاجية
ومن داخل مستشفى قها بمحافظة القليوبية، اختارت الدكتورة دعاء ندا، المتخصصة في العلاج الطبيعي، الانضمام طواعية إلى وحدة العلاج عن بُعد فور تفعيلها، كونها حديثة التخرج وتريد الانغماس داخل العديد من التخصصات الطبية، واكتساب خبرات مختلفة من خلال حضور الجلسات النقاشية مع أطباء المستشفيات الكبرى.
وقالت خلال حديثها مع "الدستور"، إن الهدف من تطبيق المبادرة الرئاسية داخل المستشفيات هو معرفة رد فعل واستجابة المريض لبروتوكولات وزارة الصحة، وأيضًا مناقشة أي خلاف بوجهات النظر من أجل تعديل أي بروتوكولات موضوعة، كما تسهل عملية نقل الخبرات ما بين المستشفيات للتعامل مع الحالات النادرة التي يستقبلها الأطباء، ولم يتعاملوا مع ما يشبهها من قبل".
أشارت الطبيبة إلى المرضى الذين يعانون من أمراض معينة، ويرفض جسدهم استقبال العلاجات المتوافرة للحالة الطبية؛ ما يجعل هذه المناقشات حلقة واسعة يمكن الوصول فيها إلى حلول بديلة يتم توفيرها للمريض، وعرض هذه الحالات أيضًا على الاستشاريين في المسشتفيات الحكومية الأخرى.
وتابعت: "المبادرة تعالج الوضع العلاجي بأفضل شكل ممكن، فإن وجدت سلبيات في العمل الطبي يتم إيصالها للمسؤولين ثم العمل على حلها، كما تعرض الحالات على التخصصات غير المتواجدة بالمستشفى، إذ كانت حالة حرجة يتم تسهيل إرسالها إلى مستشفى أخرى لتقديم العلاج اللازم".
وجهت "دعاء" شكرها إلى مدير مستشفى قها، الدكتور علي طبل، الذي أتاح لها فرصة المشاركة في مبادرة التشخيص والعلاج عن بُعد، ومنسقة المبادرة داخل المحافظة التي سهلت كافة الأمور، و"عمر" الممرض المعاون لها داخل الوحدة، آملة استمرارية التجربة العلمية المختلفة.
عيادات خاصة تتبع نظام العلاج افتراضيًا مع مرضى الفيروس
لم يقتصر الأمر على المبادرة الرئاسية فقط، بل انتشرت فكرة العلاج عن بُعد داخل العيادات الخاصة، وبالأخص التي تعالج مرضى فيروس كورونا، في ظل انتشار الحالات التي تتطلب العزل المنزلي، وتحتاج فقط إلى المتابعة الجيدة مع الأطباء المختصين، لعدم الحصول على علاجات خاطئة.
كان الدكتور وائل العمدة، استشاري الأمراض المناعية بمدينة المحلة الكبرى، هو أحد الأطباء الذين استخدموا تقنية العلاج افتراضيًا مع الحالات التي تتردد على عيادته، واكتشف مع مرور الوقت أن هذه الطريقة فعالة للغاية، وجعلته يستثمر وقتًا كبيرًا في متابعة العديد من الحالات على مدار اليوم، وتجنب الازدحام داخل مقر العيادة لمنع انتشار الفيروس.
يقول الطبيب إنه استخدم تطبيق "زووم" في التواصل مع المرضى، وكانت هذه هي الوسيلة الأسلم لتفادي الإقبال الكثيف من الحالات على العيادة، ومنع اختلاطهم في ظل مرضهم، فقط يرسلون التحاليل الطبية الخاصة بهم عبر تطبيق "واتساب"، ومن ثم المتابعة معهم افتراضيًا حسب الجدول المخصص للمرضى.
وأشار "العمدة" إلى الحالات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل طبي داخل المستشفيات، وفي هذه الحالة يتم إرسال تقاريرهم الطبية إلى مستشفيات العزل، والتنسيق مع الأطباء المسؤولين عن استقبال الحالات الخطرة المصابة بفيروس كورونا.