تعرف على نشأة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم
استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة الأثنين الماضي، الأب الربان فيلبس عيسى كاهن كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس بغمرة، بالقاهرة وبرفقته الأب القس صليبا إردن كاهن كنيسة مار دودو في قرية باسبرين، طور عابدين، بتركيا، والشماس فادي كوركيس، والشماس يوسف يعقوب من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، الذين يزورن مصر حاليًا، وحرصوا على زيارة قداسة البابا.
وفي هذا التقرير تستعرض “الدستور” تاريخ نشأة الكنيسة السريانية في العالم:
إذ قال الربان انطونيوس لحدو كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم للسريان الارثوذكس - بأبو ظبي: إنه بعد عام 1895 أخذ السريان يهجرون أوطانهم بسبب الأحداث السياسية والاضطرابات التي لا مجال لذكرها هنا، فهاجر قسم منهم إلى الديار الأميركية الشمالية والجنوبية قبل الحرب العالمية الأولى التي كانت أعظم كارثة أصابت الكون والتي استغرقت أربع سنوات من 1914- 1918 فألحقت بالكنيسة عامة والسريان خاصة خسائر فادحة بالأنفس والممتلكات، وخرجت الكنيسة السريانية منها منهوكة القوى، واهنة العزم. كنتيجة لذلك استفحلت الهجرة إلى تلك الديار سيولاً متدفقة.
وتابع: في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، ولأسباب اقتصادية، اجتماعية وسواها، أخذت الهجرة تتزايد نحو أميركا وكندا، وأوروبا واستراليا من مختلف الأبرشيات الشرق أوسطية ونحن اليوم في الألفية الثالثة، ما تزال الهجرة مستمرة بسبب الحروب وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، حتى كاد يصل عدد السريان فقط في أبرشيتي السويد والمانيا وحدهما ما يقارب الثلاثمائة ألف سرياني.
وواصل: اهتمت الكنيسة السريانية بشوؤن هؤلاء المهاجرين اهتماما بالغاً، فكانت الرئاسة العليا (البطريركية) توفد إليهم بين حين وآخر كهنة ورهباناً لتفقّد شوؤنهم وأداء الخدمات الكنسية لهم، ثمّ تعيّن لهم كهنة بصورة دائمية، كما تعيّن مار سويريوس زكا عيواص مطران بغداد والبصرة (البطريرك الراحل) عام 1976 مطراناً بالوكالة لأوروبا يعاونه في ذلك الربّان يوحنا ابراهيم (مطران حلب لاحقاً). وبنفس العام كُلّف نيافة المطران سويريوس زكا (البطريرك الراحل) بنظارة الكنيسة السريانية في استراليا.
مٌضيفًا: ونتيجة لذلك الانتشار والاغتراب السرياني الكبير، استحدث المجمع السرياني الأنطاكي في المهجر أبرشيات جديدة، منها أبرشية أميركا الشمالية وكندا التي استحدثت شرعاً سنة 1957.
مستكملاً: وفي عام 1977 تشكل في أوروبا أبرشية جديدة باسم: أبرشية أوروبا الوسطى ودول البنيلوكس BENELUX، وكانت تضم (ألمانيا، هولندا، بلجيكا، فرنسا، لوكسمبورغ، سويسرا، النمسا).
متابعًا: كما تشكّلت أيضاً أبرشيتان أخريان سنة 1978، وهما أبرشية السويد والدول الاسكندنافية وأبرشية المملكة المتحدة. وبقرار مجمعي سنة 2015، تمّ تعيين مطران نائب بطريركي في اسبانيا استباقاً لإعلانها أبرشية نيابة بطريركية ريثما تتأسس فيها الكنائس.
مُضيفًا: وسنة 1982 وبموجب قرار مجمعي، جُعلت أميركا الجنوبية (اللاتينية) نيابتان بطريركيتان، واحدة في البرازيل وأخرى في الارجنتين، وسنة 1994 وبقرار مجمعي جُعلت استراليا نيابة بطريركية ألحقت بها نيوزيلاند سنة 1995.
وتابع: وسنة 1995 وبموجب قرار مجمعي، تمّ تقسيم أبرشية أميركا الشمالية إلى ثلاث أبرشيات، لتكون نيابات بطريركية: أبرشية شرقي الولايات المتحدة الأميركية ومركزها نيوجيرسي أبرشية غربي الولايات المتحدة الأميركية ومركزها لوس أنجلوس أبرشية كندا.
وواصل: في سنة 1997، وبقرار مجمعي، تقرّر فصل ألمانيا عن أبرشية أوروبا الوسطى، لتكون ألمانيا أبرشية نيابة بطريركية.
مستطردًا: في سنة 2005 وإثر انتقال مطران أوروبا الوسطى إلى الخدور العلوية، انعقد المجمع المقدس في السنة التالية وتقرر تقسيم الأبرشية إلى ثلاث إيبارشيات بطريركية
وتابع: لأسباب اقتصادية دعت الكثير من أبناء الكنيسة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي للهجرة إلى دول الخليج والعمل فيها، عيّن مثلث الرحمة البطريرك زكا الأول في الثمانينيات مثلث الرحمة المطران سويريوس اسحق ساكا نائباً بطريركياً غير مُقيم في الكويت. ومع دخول القوات العراقية إلى الكويت سنة 1990، انتهت هذه الأبرشية.
مٌضيفًا: وفي عام 2007، تمّ تعيين الربان نثنائيل يوسف (مطران الخليج حالياً) كاهن مُقيم بصورة دائمة لتفقد شؤونهم الروحية وتقديم كافة الخدمات الكنسية. وبموجب قرار مجمعي انعقد في 2012، تم استحداث أبرشية جديدة في الخليج العربي باسم النيابة البطريركية في الإمارات وسائر دول الخليج.