رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحي ذكري رحيل الأنبا مكاريوس الكبير

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكري رحيل القديس أنبا مقاريوس الكبير، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: وُلد القديس مقاريوس عام 300 م في بلدة شبشير بمحافظة المنوفية كان والده كاهناً شيخاً نزح إلى قرية شبشير حاملاً معه من وطنه الأصلي ما تبقى له من فضة، فاشترى قطعة أرض ليفلحها، بالإضافة إلى خدمته الكهنوتية التي استأنفها مع كهنة القرية، الذين رحَّبوا به لِمَا رأوه عليه من نعمة وقداسة.

وتابع: وبعد سنتين أو ثلاث وُلد مقاريوس، وكان الطفل يتربى وينمو في مخافة الله على يد أبويه الصالحين. ولما كبر، بدأ يذهب مع أبيه إلى المزارع، وبدأ يساعد أباه في فلاحة الأرض، وكان أن الله وسَّع رزقهما جداً من مواشٍ وأملاك وبدت النعمة على الشاب مقاريوس، فكانوا يلقبونه باسم ”الشاب الحكيم“.

وتابع: وكان جميلاً حسناً في بهاه، وكان وجهه ممتلئاً نعمة، ومن فرط حب كهنة القرية له أخذوه إلى أسقف الناحية بدون علم أبيه ورسموه ”أناغنوستيس“، وكان حافظاً مخافة الله بالطهارة وتلاوة الكتب المقدسة في الكنيسة، وكان يفهم بقلبه الذي يقرأه، فألزمه الكهنة الكنيسة أن يكون شماساً للكنيسة خادماً للبيعة، واضطرُّوه أن يأخذ له امرأة. وكان أبواه يحبان هذا الأمر وهو لا يريد ذلك، فأكرهوه غصباً، ولكنه كان بقلبه ونفسه ناظراً إلى الله، فلم ينظر إلى امرأته ولم يتقدم إليها البتة وظل حافظاً الطهارة.

وواصل: وكان لأبيه قطيع جِمَال كثيرة فطلب مقار من أبيه أن يمضي مع الأجراء إلى الجبل ليحملوا النطرون إلى مصر، وأراد بذلك أن يبعد من قلبه إرادة المرأة ويتخلص من التقدم إليها ورؤيتها، وكان يعيش مع الجمَّالين، لذلك سُمِّي من أهل بلده بالجمَّال.

وتابع: وكان قد رأى رؤيا في إحدى الأسفار وهو نازل مع الجمَّالين إلى وادي النطرون، إذ ظهر له الشاروبيم بمنظر نوراني بهيج وشجعه، مضيفًا: وكان القديس مقاريوس في ذلك الوقت قد ناهز الأربعين عاماً من عمره، فكانت بداية توحده في شيهيت حوالي عام 340م .

وتابع: وقد اختار القديس مقاريوس المكان يصلح للخلوة والصلاة، وحفر لنفسه مغارة وبدأ يتعبَّد بنسك كثير. وسرعان ما ذاع صيته واجتمع حوله عديد من المريدين الذين أحبوه حباً جماً بسبب أبوته وحكمته والنعمة التي كانت عليه فإن القديس مقاريوس مكث في هذا المكان ما يقرب من عشرين سنة واكتظ بالمتوحدين الذين كانوا يعيشون في مغائر حول الكنيسة الرئيسية، إذ لم يكن هناك أسوار بعد.

وواصل: وقد قام القديس أنبا مقاريوس في هذه المدة بزيارة القديس أنطونيوس مرتين، المرة الأولى عام 343م، والثانية عام 352م، وقد تسلَّم من القديس أنطونيوس فضائله وتعاليمه، وألبسه أنطونيوس الإسكيم المقدس، وسلَّمه عكازه فكان هذا نبوة عن تسلُّم مقاريوس رئاسة الرهبنة بعد أنطونيوس وتقدم القديس مقاريوس في الأيام وشاخ جداً، حتى بلغ عمره سبعاًوتسعين سنة فرحل عام 397م.