رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نون الفتنة».. مجموعة قصصية جديدة لـ محمود عبدالدايم

نون الفتنة
نون الفتنة

أصدرت دار «إضافة» للنشر، المجموعة القصصية «نون الفتنة»، للكاتب الصحفي محمود عبدالدايم، التي تعتبر ثاني أعماله بعد مجموعته «خمورجي يروي التاريخ»، ومن المقرر أن تشارك المجموعة الجديدة، في الدورة الجديدة لمعرض القاهرة للكتاب.

«نون الفتنة» عبارة عن مجموعة قصصية منفصلة، كل قصة منها تلقى الضوء على زاوية معينة للحياة، لا سيما حياة البسطاء، أبطال المواقف الطارئة، وهى محاولة للحديث عن أصحاب البطولات الهامشية والابتعاد قليلًا عن السيرة العادية للأبطال الدائمين، وفكرة صراع الخير والشر وانتصار الأول وانكسار الأخير وما إلى ذلك، كما أنها محاولة ثانية لكاتبها. 

فى المجموعة القصصية هناك أنماط عدة من البشر، بعضهم «السكير» الذى لا يجد حقيقته إلا فى البارات، والبعض الآخر حالم ينتظر الأجمل الذى لم يأت بعد، وصنف ثالث لا هم  له فى الحياة إلا أن يترك «خربشة» بسيطة على جدار حياة لم تمنحه إلا أقل القليل. 

ففى قصة «خاتم ميت» يقدم الكاتب البطل المهزوم، المسيطر على الزاوية الرابعة فى الحياة، الزاوية المظلمة، التي يتابع منها الزوايا الثلاث الباقية، وهى زوايا - من وجهة نظره - مضيئة، تركها منذ طفولتها لأشقائه وأبيه وأمه والبقية الباقية، بعدما أيقن أنه لن يكون مرحبا به فيها، ولهذا عندما تتاح له الفرصة للمرور إليها، فإنه يجر ورائه خيباته وأحلامه المتواضعة، غير أنه سرعان ما يعود وحيدًا في الزواية المضيئة حتى، وتفشل محاولته الوحيدة فى التحرك من المكان الذي اختاره منذ البداية. 

أما نص «مجرد تهيئوات» فمن خلاله يميل الكاتب إلى استخدام الرمز هنا للحديث عن التغيرات التى شهدها المجتمع، وحالة اللامبالاة التي أصبحت تحكم الجميع، والاهتمامات الجديدة التي فرضت نفسها على سطح الحياة، وهي أبعد ما تكون عن الحياة.

في ««نِصفُ وجهٍ ونِصفُ عينٍ ورحيل مُكتمِل» يستخدم الكاتب الرمزية في الحديث عن الحياة، الموت، الخفوت، وإن كان الكتب هنا هي البطل فى غالبية أحداث النص، وفى محاولة من الكاتب لاستخدام تقنية «الخطابات» فى كتابة النصوص يقدم نص «خطاب لامرأة أحببتها منذ مائة عام تقريبًا» الذي يتحدث فيه عن قصة حب امتدت لأكثر من 30 عامًا، يقرر أن يرسل خطابًا لحبيبته بعدما أخبره الأطباء أن علاجه فى الكتابة.. ليقرر أن يكتب إليها. 

«ماذا يرى الأعمى فى الحلم».. سؤال طفولي مزعج، إلا أن الكاتب يتخذه ذريعة للحديث عن رجل فقد البصر، تدور حياته على المقهى وداخل شقته المتواضعة باعتيادية لا يكسرها إلا فقدانه طفله الثالث.

متخليًا عن الأماكن الضيقة والجدران الخانقة، يقدم الكاتب فى نص «دنيااا» تفاصيل أربع ساعات فى ميدان التحرير، كما يستعين الكاتب مجددًا بـ «البطل الوحيد المجهول» يستعين به الكاتب مجددًا فى نص حمل عنوان «سجين».

«المانيكان».. بطل هامشي آخر استعان به الكاتب فى نص حمل عنوان «فانيليا بالشيكولاتة»، ويقدم الكاتب هنا نظرة للعالم من وجهة نظر «مانيكان»، ليس هذا فحسب، لكنه يستنطقه فى بعض المقاطع من النص.