«السعداوي» فنان يحكي قصته مع الرسم بالحرق على الخشب بالوادي الجديد
اعتاد أن يحرق الخشب ليكون شكلًا جماليًا من تراث الواحة القديم ويحيي كل المقتنيات والأدوات التي تجسد شكل الواحة منذ آلاف السنين في لوحة صغيرة ربما تأخذك لحنين الماضي الذي تركة لنا الآباء والأجداد والذي تناساه الجيل الحالي مع استحداث الزمن ولكن يبقي مرسم السعداوي محتفظًا بكل التراث الواحاتي الأصيل.
أحمد السعداوي أخصائي اجتماعي بإحدي المدارس الثانوية بمحافظة الوادي الجديد، أو كما يطلقون عليه فنان الواحة، لما يتمتعه من براعة وفن وإتقان في رسم لوحات تجسد تراث الواحات منذ آلاف السنين بالحرق على الخشب والقماش لتخرج في النهاية لوحة فنية تبرز أهم ما تركه لنا الزمن القديم بواحات الوادي الجديد.
أكد "السعدوي" في تصريحات خاصه لـ"الدستور"، أنه بدأ الرسم بواسطة "الحرق" على الخشب وجذوع النخيل باستخدام ريشة النار البسيطة بهدف تجسيد تراث الواحة التي أعشقها منذ الصغر وأعشق كل ما فيها وأكثر ما يعجبني في واحاتي البساطة والهدوء والأمان الذي نعيش فيه، فأجسد كل لوحاتي من الأدوات والمقتنيات التي تحيط بنا منذ الصغر حتى أكون تراثًا واحاتيًا أصيلًا نستطيع أن نحكي لأولادنا والجيل الحالي عن تراث أجدادهم وآبائهم من هذه اللوحات الموجودة داخل مرسمي بواحة الداخلة.
وأضاف أن "من أهم لوحاتي الفنية التي أعشقها هي حاملة البدارة والعرجون والتي حصلت على المركز الأول في ملتقى التمور الأول هذا العام ولوحة السبع بلحات".
وأضاف السعداوي أنه يستطيع أن يرسم كل الشخصيات مستعينًا بالأدوات والمقتنيات التراثية القديمة وإبرازها في اللوحة الخشبية بطريقة النقوش على الملابس التي يرتديها المراد رسمه أو على أعلى القبعة أو "الشمسية" كما نطلق عليها هنا في الواحات، وخلفه نخيل البلح العالي لتكون في النهاية لوحه فنية واحاتية مكتملة الأركان.
وأوضح السعداوي أن لديه القدرة على الرسم على القماش من خلال الحرق أيضًا، مؤكدًا أن نوعية القماش الذي يرسم عليه من الكتان الخالص الذي يتحمل ريشة النار حتي لا تحترق، كما يستطيع "السعداوي" الرسم والنقش على الجدران والأسوار باستخدام التراث الواحاتي الذي نحاول أن نرسم بسمة على وجه الزائرين لتصل رسالة مفادها أن باب الواحة مفتوح لكل الناس وأن الواحة مضمونها الأمن والأمان، وأن مجتمعنا الواحاتي الأصيل مضمونه الألفة والمودة والحب بين عناصره.
وأشار السعداوي إلى أن الهدف الأسمي الذي يسعى لتحقيقه أن تحكي لوحاتي معاناة العائلات الواحاتية التي تحملت قسوة الحياة قديمًا مع الاعتماد على حكمة الكبار وفطرتهم السليمة، ومن أهم سمات المجتمع الصحراوي هي المسالمة والفطرة رغم أنف التكنولوجية المفرطة إلا أننا نحترم العادات والتقاليد الواحاتية التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا.