رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكوندي لوكارنو» لـ دون خوان مانويل يعيد ابن المقفع للواجهة

الكوندي لوكارنو 
"الكوندي لوكارنو" 

يأتي كتاب "الكوندي  لوكارنو.. كتاب الحكايات والمسامرات والأمثال المفيدة" للإسباني دون خوان مانويل، الصادر عن مؤسسة كلمة للنشر والتوزيع، ومن ترجمة المترجم العراقي عبدالهادي سعدون، ومراجعة الشاعر والمترجم المصري طلعت شاهين، ويأتي الكتاب في 384 صفحة من القطع المتوسط.

ويعد الكتاب أحد أبرز الكتب التي تلتقي مع كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفع، بصفته أبرز وأشهر الكتب التي أنتجتها المكتبة العربية، تحت سياق المسامرات والأمثلة.

وذهب دون خوان مانويل مؤلف الكتاب إلى اختراع الشخصية الرئيسية للكتاب "الكوندي لوكانور" وتابعه "باترونيو"، وذلك لتقريب القصص بحكمتها من العامة، فكان يقص النبيل "الكوندى لوكارنو" على  تابعه موقفًا من المواقف التي تواجه بعض أصحابه ورعاياه ردًا على سؤال حول موقف من مواقف الحياة التي يتعرض لها أحد رعاياه، وتنطوي القصة على مشكلة ما والنبيل يطل من تابعه المشورة حول كيفية نصح الصديق أو التابعين الذين لجأوا إلى الكوندي للتوصل إلى حل معقول ومقبول  لمشكلتهم.

يجاور كتاب "الكوندي لوكارنو" لـ دون خوان مانويل في الفكرة والغرض الأساس الذي جاء من أجله كتاب "كليلة ودمنة" لابن المقفع، وهو النصح والإرشاد وضرب وتوثيق الأمثلة، وهذا ما يؤكد عليه المترجم عبدالهادي سعدون عبر مقدمته للكتاب، حيث يقول: لقد حظيت قصص وحكايات الحكمة باهتمام الأدباء قديمًا، ولعل أبرز تللك القصص ما ضمه كتاب "كليلة ودمنة"، التي يعتقد أن ابن المقفع ترجمها عن لغات شرقية أخرى، فيما يؤكد البعض أنه هو صاحبها ومؤلفها الحقيقي، ولكنه نسبها إلى مؤلف من لغة أخرى حتى لا يتحمل وزر ما تضمه من قصص وحكايات موحية تدين بعض الممارسات السياسية في زمنه لو حاول أحدهم أن يحمله هذا الوزر.

يلفت عبدالهادي سعدون إلى أن "الاهتمام بقصص الحكمة من الشرق إلى الغرب، سواء بترجمة ما تضمه كتب قصص الحكمة الشرقية من اللهجات العربية والهندية والصينية والفارسية، أو بكتابة قصص على منوالها امتد لأزمنة أخرى ومناطق جغرافية مختلفة، وانتقل بفعل التأثير والتأثر من الشرق إلى الغرب، وبشكل خاص أوروبا الغربية التي كانت تتوق إلى الخروج من عصور الظلام  التي عاشتها في القرون الوسطى إلى عصر التنوير الذي بنت خلاله أسس حضارتها الحدية والمعاصرة".

ويشير عبدالهادي سعدون إلى أن المؤلف الأمير والكاتب دون خوان مانويل، كان عاشقًا لكل ما خلفته الحضارة العربية والإسلامية في الأندلس، وبشكل خاص الأدب الذي كان يقوده ويرى فيه حكمة تعكس فكر هؤلاء الذين أقاموا الحضارة الباهرة في أوروبا، ولم يكن يرى هزيمتهم أمام الجيوش  الكاثوليكية حطًا من قدرهم، لذلك أراد أن يستفيد المسيحيون من تلك الحكمة التى خلفوها، فأمر بجمع الحكايات والقصص وصاغها على  منواله، أضاف لها مما عرفه وسمعه، وألفه بنفسه من حكايات أخرى جديرة بضمها في الكتاب.