«فيلق العمال».. كتاب يكشف أغنيات عمال التراحيل المصريين فى الحرب العالمية الأولى
صدر مؤخراً كتاب للباحث كايل اندرسون بعنوان "فيلق العمال المصرى الملتحق بجيش بريطانيا فى الحرب العالمية الأولى 1914-1918"، وهو عن رسالته بمرحلة الدكتوراة بجامعة تكساس.
ويكشف الكتاب عن النظام الإمبراطوري البريطاني لتعبئة الموارد البشرية الذي جند عمال وفلاحين من مصر للخدمة في فيلق العمل المصري أو - عمال التراحيل - في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)"، حيث كشف عن أبرز فرقة العمل المصريين: 200000" عام 1917، أبرزها أغنية "كام ليلة كام يوم"، والتي حللها مؤلف هذا الكتاب، قائلاً: "وراء الأغاني هو حزن بلا ريب ، مع الشوق السائد العودة للمنزل، وهي من الأغاني الارتجالية التى عبرت عن تذمرهم المضمر من عملهم بل وكرههم للعمل فى خدمة الإحتلال الإنجليزي".
ويوضح مؤلف الكتاب، أنه خلال الحرب العالمية الأولى، كان مئات الآلاف من المصريين - معظمهم من الأميين عمال وفلاحون من الريف - عملوا في هيئة العمل المصرية في ذروة الحرب ، كان ما لا يقل عن 10000 عامل من عمال يعملون في الميناء الفرنسي مدن مثل مرسيليا وكاليه وبولوني وفي فرنسا، خدموا جنبًا إلى جنب، كما تم تجنيد عمال مهاجرين آخرين من أماكن بعيدة مثل الصين وجزر الهند الغربية، وجنوب إفريقيا ، بتحميل وتفريغ السفن ونقل محتوياتها إلى أقرب سكة حديد للنقل إلى الجبهة الغربية.
ويضيف مؤلف الكتاب، أنه عندما دخلت الدولة العثمانية خلال الحرب غير البريطانيون الوضع القانوني لمصر من مقاطعة عثمانية إلى مقاطعة بريطانية محمية، وجندت مئات الآلاف من المصريين للعمل اللوجستي، أى العمال الذين يدعمون القوات الإمبراطورية البريطانية ضد العثمانيين وحلفائهم في الدردنيل وبلاد ما بين النهرين وشبه جزيرة سيناء وفلسطين والصحراء الغربية والسودان .
حلل مؤلف الكتاب ضمن دراسته أيضاً بعض قصائد ضباط الاحتلال الإنجليزي الخاصة بعمال التراحيل فى تلك الفترة، منها قصيدة بعنوان “كلام إنجليزي"؛ مشيراً إلى تكرار استخدام مفردة "النفر" لعمال التراحيل المصريين؛ وأنها قصائد تحفل بمزيج من الاستعارات العنصرية "الظلام" والسمات الجسدية "القبيحة" ، والأخلاق "الوثنية" غير المتحضرة ، والطاعة الطفولية.