آخرها «عزبة أبو قرن».. كيف وفرت الدولة سكنًا آمنًا لأهالي العشوائيات؟

جهودٌ كبيرة تبذلها الدولة في ملف العشوائيات الذي كان يقف حائلًا أمام الحكومات السابقة، إلا أن القيادة الحالية نجحت في القضاء على البؤر العشوائية بكافة أنحاء الجمهورية، وهو ما يُعد نقلة حضارية من أجل توفير سكن آمن وحياة كريمة للمواطن.

ونجحت محافظة القاهرة مؤخرًا في إخلاء عزبة "أبو قرن" وتسكين أهلها في مشروعٍ حضاري، واصفة ذلك بأنه إنجاز تاريخي وحُلم تم تحقيقه بعد عقودٍ من محاولات إخلاء هذه المنطقة دون جدوى، ويأتي ضمن خطة تنفيذ مشروع حدائق الفسطاط الحضاري.

وأوضحت جيهان عبدالمنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، في بيانٍ رسمي أنه تم إخلاء عزبة "أبو قرن" بالكامل من قاطنيها وعددهم 4700 أسرة، وتم نقلهم بالكامل وإعادة تسكينهم في وحدات سكنية بديلة مجهزة بالأثاث.

وأشارت نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، إلى أنه تم نقل الأسر في إحدى مشروعات الدولة للإسكان الحضاري، والتي تتوافر فيها كافة الخدمات الأساسية اللازمة للحياة الكريمة باعتبارها حق لكل مواطن وفق استراتيجية شاملة أعدتها القيادة الحكيمة للدولة المصرية للقضاء على العشوائيات غير الآمنة بل وتطويرها أيضًا ضمانًا لعدم عودتها مرة أخرى لتصبح مصر بلا عشوائيات يتمتع فيها المواطن بمجتمع آمن راقٍ.

"الدستور" تواصلت مع مستفيدين من المشروعات السكنية الجديدة التي تبدلت حياتهم للأفضل بعدما تم نقلهم من العشوائيات إلى المدن الجديدة.

وجرى الانتهاء من تطوير 188 منطقة عشوائية، فيما تحتاج المحافظات في مصر إلى ميزانية تصل إلى 14 مليار جنيه لتصبح خالية من العشوائيات غير الآمنة بنهاية 2030، وفق صندوق تطوير العشوائيات.

ولم تسع الفرحة إسماعيل عوض، سائق، عندما علم بأنه سيتم إزالة المنطقة العشوائية التي يعيش بها على أن تقوم الدولة بتسليم الأسر شقق سكنية فاخرة بمدينة "معًا"، وهي شقق كاملة التشطيب والمرافق ولا يتكلف المواطن أي نفقات أو أعباء مادية سوى دفع قيمة الإيجار وفواتير الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي المستحقة على الوحدة السكنية.

يقول "إسماعيل"، أن جميع الخدمات الأساسية موجودة داخل المدينة فلا يحتاج أي من الأهالي إلى الخروج منها، هناك مسجد كبير ومركز طبي ومدرسة ومنافذ بيع استهلاكية، أما عن الخدمات الترفيهية فقد عملت الحكومة على توفيرها أيضًا من خلال وجود نادي رياضي اجتماعي وملاعب لكرة القدم، فضلًا عن المساحات والحدائق الواسعة، موضحًا أن هناك اهتمام من أعلى المستويات بكافة الخدمات وصيانتها.

ويوجد في مصر 152 ألف فدان مناطق غير مخططة، والتي تمثل حوالي 37% من العمران، ومتوقع الانتهاء منها بحلول عام 2030.

وتبلغ التكلفة التقديرية لتطوير المناطق العشوائية غير المخططة حوالي 318 مليار جنيه، وذلك بحسب صندوق تطوير العشوائيات.

أما فاطمة علي - أرملة خمسينية - فانتقلت إلى إحدى المدن العمرانية الجديدة بـ "أهالينا" بعد وفاة زوجها قبل عدة سنوات ولديها طفلتين لم يتجاوزا الـ 5 أعوام، وقبل أن تأتي وتعيش في مدينة "أهالينا" كانت تسكن في غرفة واحدة في "الكيلو 4 ونص"، مؤكدة أن هناك فارق كبير بين المنطقتين، موضحة أنها الآن تعيش في مدينة سكنية حديثة مكتملة الخدمات والمرافق.

وقالت: "منطقة الكيلو 4 ونص كان فيها دايمًا عجز في الخدمات والمرافق، يعني كان دايما النور بيقطع ودايما المياه كانت قاطعة، ممكن مثلا كل يومين تلاتة تيجي كام ساعة بس، لكن مدينة (أهالينا) اللي إحنا عايشين فيها دلوقتي أفضل بكتير، لأنها زيها زي المجتمعات العمرانية الحديثة اللي كان الواحد يحلم يعيش فيها".

ويوجد بمصر 230 مدينة على مساحة 417 ألف فدان من بينها 160 مدينة عشوائية بدون تخطيط  بنسبة 40٪ من المدن المصرية، ويسكنها 22 مليون شخص، ولا تحوي بشكل كافٍ على المرافق والخدمات، فيما يحتاج تطويرها إلى 350 مليار جنيه خلال 10 سنوات من 2020 إلى 2030.