رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنذار للإنسانية وأمل جديد.. حكايات دعم العمالة غير المنتطمة خلال جائحة كورونا

أرشيفية
أرشيفية

جاء وباء فيروس كورونا المستجد ليختبر العالم أجمع في قدراته وإمكانياته على الصمود والمواجهة والوقوف بجانب من يحتاج المساعدة العاجلة، بعد أن اجتاح العالم بشكل مفاجئ لم يك في الحسبان منذ بداية عام 2020 وما زالنا نعيش معه ومع تداعياته حتى الآن. 

 من هنا جاء تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في الجلسة الرئيسية لمنتدى شباب العالم وكانت بعنوان جائحة كورونا  إنذار للإنسانية وأمل جديد: "عندنا عمالة غير منتظمة ومؤقتة وتم تقديم دعم مالي لهم لتيسير الحياة لهم، لم تتوقف المشاريع وإجراءات العمل في مصر قبل وأثناء وحتى الآن".

العمالة غير المنتظمة هي أكثر الفئات المتضررة بشكل قاطع خلال جائحة فيروس كورونا بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة والدولة للتقليل من معدل الإصابات والوفيات خاصة مع عدم وجود أي نوع من الحلول المطروحة للتخفيف من شدة الوباء. 

وهو ما دفع الرئيس السيسي للتوجيه بتخصيص منحة للعمالة غير المنتظمة المتضررة من تداعيات أزمة كورونا مقدارها 500 جنيه شهريًا لمدة 3 أشهر، ومع استمرار الجائحة وعدم وجود أي ملامح أو بوادر لإنهاء الأزمة جاء توجيه جديد للرئيس السيسي في سبتمبر من عام 2020 باستمرار تقديم المنحة للعمالة غير المنتظمة حتى نهاية العام الجاري. 

تم صرف إجمالي المنحة 1500 جنيه في الدفعات الثلاث الأولى لما يقرب من مليون و400 ألف مستحق، بعد تقسيم المستحقين على شرائح، ومن خلال رسالة نصية ترسل على التليفون المحمول يتم تحديد اليوم لصرف المنحة، من خلال مكتب البريد أو فرع البنك الزراعي المصري الذي سيتم الصرف منه.

وخصصت وزارة المالية 4 آلاف منفذ للبريد على مستوى الجمهورية و600 مدرسة في بعض المحافظات للصرف من خلالها، إضافةً إلى فروع بنك الزراعي المصري في بعض المحافظات.

في هذا التقرير نرصد قصص عدد ممن استفادوا من منحة العمالة غير المنتظمة مع بداية جائحة فيروس كورونا.

عبداللاه فراج: الـ500 جنيه كانوا إنقاذا لنا 

كان عبداللاه فراج من ضمن المستفيدين من الدفعة الأولى لمنحة العمالة غير المنتظمة التي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أن قدم له ابنه الأكبر في المنحة عندما علم عنها من مواقع التواصل الاجتماعي وبادر بأخذ بيانات والده للتقديم أملًا في أن يكون من ضمن المقبولين للحصول على المنحة. 

يحكي فراج أنه يعمل سائق على ميكروباص في محافظة سواق وبعد توقف حركة العمل بسبب فيروس كورونا توقف عمله هو الأخر "كانت الدنيا مقفلة واحنا كنا خايفين منعرفش إيه الوباء اللي جه علينا فجأة دا ولا عارفين مصيرنا إيه فكان لازم نقعد في البيت لحد ما نفهم ونطمن". 

وقال إنه بعد عدة أشهر تلقى رسالة على هاتفه المحمول بالتوجه إلى أقرب مكتب بريد لقريته في سوهاج للحصول على منحة العمالة غير المنتظمة التي تصرفها الدولة، "وقتها مكنتش مصدق قلت هروح واتوكل على الله وفعلا لاقيت اسمي في الكشف لما سألت عليه وقبضت فلوسي". 

وتابع: "الحياة في القرية مش غالية زي القاهرة الـ500 جنيه دول كانوا إنقاذ لينا في وقت البلد كلها مش عارفة رايحة فين وانا عايش في بيت ملك مبني من دور واحد فالحمد لله عدت بسلام وعلى خير الريس عالم بحالنا وبظروفنا والحمد لله ستروا". 

مؤمن عزيز: مكناش عارفين مصيرنا والمنحة جت انقذتنا 

لم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة إلى مؤمن عزيز، من محافظة سوهاج، والذي يعمل في مجال الأعمال الحرة خاصة وأنه كان عائدًا من السعودية قبلها بعام تقريبًا ولم يوفق بعد في الحصول على العمل المناسب: "كنت بشتغل أي شغلانة تيجي قدام لحد ما ربنا يكرمني".

قال عزيز إنه مع بداية وباء فيروس كورونا توقفت كافة الأعمال والوظائف "مكنش حد بيشغل أي عامل مكناش عارفين ايه بيحصل أصلًا البلد كلها وقفت ودا يعتبر أول مرة يحصلنا حاجة زي كدا الناس كلها قعدت في بيوتها وحاطة إيدها على خدها اللي خايف من الوباء واللي خوفه من قلة المال وهيأكل عياله منين؟". 

وأضاف أنه علم عن المنحة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ثم اتبع خطوات التسجيل على موقع وزارة التضامن الاجتماعي ثم بعدها بفترة تلقى رسالة باستلام منحته من مكتب البريد بقريته، "عندما ذهبت لاستلام الأموال استلمت معه كارت ميزة وأخبروني أني سأستلم من خلاله طوال فترة المنحة، ربنا عالم بظروفنا والريس وقف جنبنا والمنحة دي جت انقذتنا لحد ما بدأنا نفهم هنعمل إيه وهنعيش إزاي".