إبراهيم أصلان: أول كتاب قرأته كان رسالة الغفران ولم أفهم منه حرفا واحدا
قال الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، في ندوة لمناقشة تجربته الإبداعية والتي استضافتها ورشة يوسف إدريس الإبداعية بمقر التجمع بالزيتون في 1 إبريل 1993: "تجربتي مع الكتابة ليست شيئا وحياتي ليست شيئا آخر، كلهما شيء واحد ومترابط، ويعني ذلك أنك حينما تجلس لتتحدث عن الكتابة فإن هذا يعني أنك سوف تتكلم عن حياتك، أنا باختصار أنتمي لأسرة رقيقة الحال من أصول ريفية، والدي وجدي كانا يعملان في هيئة البريد، وعندما تزوج أبي عشنا في طنطا، وأنا ولدت في طنطا، وبعد حوالي أربع أو خمس سنوات انتقلنا إلى القاهرة، وذلك لأن انتقال للعمل في القاهرة كان يعني زيادة مرتبه بعلاوة تبلغ خمسين قرشا، كنت أكبر اثنى عشر أخا وأختا، تبقى منهم سبعة فقط.
ويكمل: “هناك مشكلة في رصد أحداث حياتي هي تداخل الأزمنة، فالاحساس بالزمن بالنسبة لي غير دقيق بشكل حازم، أذكر الفترة التي عشتها في سيدنا الحسين، فقد اختزلت بالنسبة لي إلى مشهد صغير جدا يتمثل في كوني أقف على منتصف السلم، البيت معتم نسبيا، الأولاد تحت ينادون علي، وأمي فوق، وأنا لا أراها من العتمة، حتى سمعتها تقول لهم، لماذا كلما لعبت معهم يضربونني، هذا ما أتذكره”.
ويضيف:" إنني أعتقد أن الذاكرة بالنسبة لي ذاكرة مشهدية، أول ما لفت نظري لعملية القراءة، وارتباط الانسان بها أخ لصديق كان يصطاد معي في النيل، بعدها بدأت اتعرف على عالم الكتب، وفي سوق امبابة بجانب بيتنا كنت أجد روايات الجيب التي بدأت بالتعامل معها وبمجرد ما تعرفت على روايات الجيب التي بدأت بالتعامل معها وبمجرد ما تعرفت على روايات الجيب بدأت اٌقرأ أرسين لوبين بشراهة، ثم زادت قرااتي واتسعت".
ويواصل:" أذكر حينما ذهبت لدار الكتب كان أول كتاب أطلبه هو رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، كان هذا هو الكتاب الوحيد في حياتي الذي استعرته وأرجعته دون أن أفهم منه حرفا واحدا".