رئيس اتحاد المقاولين العراقيين: 350 مليون دولار نصيب 3 شركات مصرية بإعادة إعمار العراق
قال علي السنافي رئيس اتحاد المقاولين العرب ورئيس اتحاد المقاولين العراقيين، إن زيارته للعاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة مؤخرا هي الأولى للمشروع، واصفا العمل بـ"المبهر"، نظرا لما تتمتع به من مباني وتكنولوجيا وتخطيط، إضافة إلى السرعة في الإنجاز وتوفير التمويل.
وأضاف السنافي، أن العراقيين يرحبون بمشاركة مصر في إعادة إعمار بلاده، مؤكدا أن الشركات المصرية تتمتع بالكفاءات الفنية المواكبة للتطور، إضافة إلى أن مصر تدعم العمل العربي المشترك، الذي يجعل من العرب قوة بمواجهة المتغيرات العالمية.
وعن استراتيجية إعادة إعمار العراق وموعد البدء في التنفيذ وتوفير التمويل، تحدث السنافي في حوار موسع مع «اادستور»:
ما نصيب الشركات المصرية في إعادة إعمار العراق؟
هناك 3 شركات مصرية تعمل حاليا في العراق، وفازت الشركات الثلاث بمشروعات تكلفتها تتراوح بين 350 إلى 400 مليون دولار، وتتضمن مشروعات إسكان وطرق.
ما توقعاتكم للسوق المصري بعد زيارتكم للعاصمة الإدارية الجديدة؟
تلك الزيارة كانت هي الأولى لي للعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، والحقيقة انبهرت بكل ما رأيت من حجم أعمال وتصميمات ومنشآت جميعها، رائعة خاصة وأنها نفذت في وقت زمني قليل، وهذا يثبت أن النجاح في هذا الموضوع ليس بوجود الأموال وإنما بوجود العقول، والتخطيط الصحيح، وهذا بالفعل الذي اتبعته مصر لتحقيق هذه الإنجازات العظيمة.
كيف تقيم سوق العقارات في مصر؟
دولة بحجم مصر يتجاوز تعدادها حاجز الـ100 مليون مواطن، بخلاف الضيوف الذين يعيشون على أرضها والذين يصل عددهم لنحو عشرة ملايين ضيف، إضافة إلى حرص الأشقاء العرب على امتلاك سكن بها ، تمثل سوقا ضخمة ، وهذا يعني وجود طلب دائم على الوحدات السكنية والتجارية.
لكن ورغم ذلك فإن الشركات المصرية، مطالبة بتوسيع نطاق عملها إلى خارج حدود مصر، إذ قد يكون هناك اكتفاء من السكن في غضون أربع أو خمس سنوات، ما يتطلب، وأن تفتح الشركات المصرية تفتح أبواب أخرى للعمل خارج مصر وهذا سوف يكون له تأثيرات جانبية على الدولة
ما أهم القطاعات التي تحتاج لإعادة إعمار بالعراق، وهل هناك تنافس على ذلك؟
جميع القطاعات بالعراق تحتاج بالفعل لإعادة إعمار، ولكن أهمها قطاع البنية التحتية وقطاع السكن وقطاع الصحة والتربية والتعليم، أما بخصوص التنافس، فهناك تنافس شديد من الكثير من الدول، فالعراق من البلاد الغنية بمقدرات كبيرة وخبرات كثيرة، ولذلك يشتد التنافس على المشاركة في إعمارها، ومن تلك الدول المتنافسة، والدول الأوروبية وبعض الدول العربية الخليجية.
هل لـ«داعش» تأثير في تأخر بدء إعادة الإعمار إلى وقتنا الحالي؟
داعش من أهم المسببات فيما آل إليه حال العراق اليوم، فقد احتلت تلك الجماعة الإرهابية ثلث أرض الدولة، ومن ثم دمرتها، فنحن نواجه تحديا كبيرا لإعادة إعمار هذه المناطق وإعادة الاستقرار والحياة كما كانت.
هل من الممكن إزاحة داعش من أرض العراق؟
بالفعل تم إزاحة داعش من الأراضي العراقية، وقاتلها الأمن العراقي نيابة عن العالم أجمع، وفي سبيل ذلك دفعنا الكثير والكثير من دماء شهدائنا الأبرار، لتحرير الوطن من مختطفيه، وتخليص العالم منهم.
كيف أعددتم لإعادة الإعمار وآليات التمويل؟
كل محافظة لها خطة بالتأكيد، ولكن يوجد خطة واحدة تسمى خطة التنمية الشاملة، التي تجمع خطط المحافظات وتربط بينها وتتكامل فيما بينها، أما عن آلية التمويل فهي متعددة، ما بين عوائد الدولة من مقدراتها كالنفط، إضافة إلى المنح والقروض، التي تقدمها جهات التمويل العالمية، والبنوك الدولية.
كيف ترى مشاركة مصر في إعمار العراق؟
أراها مهمة للغاية، وقد اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، ورئيس وزراء العراق، على إبرام مبادرة النفط مقابل الإعمار، التي تستهدف تنمية الدول المتضررة من الحروب والصراعات، ونحن على ثقة بأن مصر سوف يكون لها دور فعال في إعادة إعمار الدول العربية المتضررة من الصراعات.
ولا شك أن الشركات المصرية من عمالقة الشركات العربية في معظم القطاعات، وكذلك المصانع المصرية، إذ تتسم بثرائها بالخبرات الفنية ومواكبة التطور ، والكفاءة المالية والتفاني في العمل، إضافة لرؤية مصر الداعمة للوحدة والتكامل العربي الذي يحقق القوة في مواجهة المتغيرات العالمية، ومن هذا المنطلق، فالشركات المصرية الأجدر بالمشاركة في إعمار العراق، ونحن كعراقيين نرحب بالشركات المصرية ونعتبرها شركاتنا.
هل سيؤثر المتحور الجديد لفيروس كورونا على قطاع المقاولات عامة؟
مؤكد هو مؤثر على كافة الأعمال في العالم كله، وليس قطاع المقاولات فقط، ولكن الحمد لله تجاوزنا هذه المحنة، ونأمل أن يكون عام 2022 عام خير على الجميع.
توقعاتكم لموعد بدء إعمار العراق وليبيا واليمن وسوريا ؟
بالفعل لقد تم البدء في بناء العراق الجديد، وبالنسبة لليبيا واليمن وسوريا، فلا زالت المخاطر موجودة بها ما يعوق عمل شركات المقاولات، لكني أتوقع أن يصبح الوضع أفضل حالا، في العام المقبل بسوريا، ويبدأ بها إعادة الإعمار، أما ليبيا فربما تسهم إقامة الانتخابات الجديدة في تحسين الوضع، وكذلك اليمن كذلك ليصبح 2022 عام الاستقرار عربيا ونبدأ إعادة الإعمار بها.