«أبويا عمدة».. تفاصيل تعرض عدد من شعراء تونس والسعودية للاحتيال
منذ أسابيع قليلة، فوجئ عدد من الشعراء العرب في تونس والسعودية والعراق بشاعر يدعى إسماعيل حسانين العمدة ولقبه «إسماعيل الشاعر»، يدعوهم إلى مهرجان شعري وأدبي في سوهاج تحت مسمى «اتحاد الصعيد العربي الثقافي»، إذ أقنعهم أنه مهرجان شعري كبير، وبالفعل أرسل إليهم دعوات خاصة، وجاءت إلى مصر وفود تونسية وعراقية وسعودية.
ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ اتضح أن «الشاعر» يمارس عليهم نوعًا من التحايل والابتزاز تحت مسمى الشعر، وبخلاف هذا تحصل من بعضهم على مبالغ، فقامت الوفود بالانسحاب.
«الدستور» التقى بعض هؤلاء الشعراء، كالتالي:
قال محمد مبروك البرهومي، وهو شاعر من تونس وشارك في دورتين من مسابقة أمير الشعراء: «تعرفنا على إسماعيل العمدة، ويدعي أن والده كان عمدة في الأساس، وسيخلفه في العمودية»، وتابع: «عرض علينا أن ننتمي لاتحاد يدعى «اتحاد الصعيد العربي للثقافة والفنون»، قائلا لا بد أن نقوم بعمل فرع في تونس لأنه يمثل اتحادًا دوليًا، وكذلك فرع في السعودية والعراق ووثقنا فيه بالفعل، وأرسل إلينا دعوات ليست مختومة من أي جهة في الدولة، وإنما أختام بأسماء لمنظمات تتبعه هو مثل منظمة «العمدة للثقافة والفنون» وغيرها».
واستكمل «البرهومي»: «عندما جئنا اكتشفنا أنه لا يؤسس لمهرجانات وليست له قيمة في المشهد الثقافي المصري، واتضح أنه يأخذنا إلى أمسيات موجودة بالفعل مسبقًا، وما يحدث هو أنه يذهب إلى صاحب أمسية» ويقول له: «أرجوك أدخل الوفد السعودي أو التونسي أو العراقي في الأمسية، كنا في وضع حرج وأقحمنا في مواضع لا نحسد عليها وما يثير الحزن أنه احتال على بعض منا، وأراد أن يغرمنا في الأخير بقيمة خمسين دولارًا ثمنًا لاستضافته لنا».
وفي الأخير، ذهب الوفد التونسي إلى ضيافة أحمد منصور أبوعلواني، والذي قال: «لم أكن أعرف ما حدث ولكن كل معرفتي بالشاعر محمد البرهومي أنني متزوج من تونسية وأنا ممثل لشباب القبائل العربية رسميًا، فهاتفت البرهومي وأحضرت الوفد التونسي إلى بيتي، واستقبلتهم بكل حب والحقيقة لا أعلم شيئًا عن باقي الوفود الأخرى، كنت في وقت سابق قد تعرفت على إسماعيل حسانين العمدة عن طريق الشاعر محمد البرهومي، وطلب مني ان أقوم بعمل أمسية في عرب أبوساعد جنوب حلوان وتواصلت مع جهة أمنية فرفضت إقامة الأمسية».
ويواصل: «وبعد هذا أقمت لهم أمسية بمساعدة كمال خليفة مدير المؤسسة العربية للسلام والتنمية، والذي رحب بإقامة ندوة لهم عن طريقي، وأقيمت الندوة ولم يأت أحد ممن دعاهم العمدة لمهرجانه المزيف، وعرفت حينها أن العمدة يقوم باستغلال اسم مصر في الترويج لمهرجاناته المزيفة، وقمت بتحذير البرهومي، لأن العمدة هذا لا يمثل الصعيد ولا الدولة في شيء، وإنما يتصرف بدون أي دعم».
وأكملت «الدستور» مع الشاعر السعودي جلال العلايلي، قائلا: «تعرفت على إسماعيل حساني العمدة عن طريق موقع السوشيال ميديا «فيس بوك»، وحين دعانا لمهرجانه رأينا أنه قام بعمل مهرجانات من قبل فلم يساورنا شك في صدقه، واقتنعنا بالفعل، وأنا شخصيا كنت قد شاركت في 4 مهرجانات سابقة في الشعر».
ويكمل العلايلي: «أخبرني "العمدة" أنه سيأتي وفد عراقي وذهبنا بالفعل إليه في سوهاج، ومكثنا ليلتين مع شاعر يمني ودعا معارفه وقابلت شخصيات مهمة بالفعل كان يستضيفها، وسألني عن طباعة أعمال لي فأخبرته أن لدي رواية لم تطبع وأخبرني أن تكلفتها تصل إلى 5600 جنيه مصري، وقام بتقليص المبلغ إلى 4600 جنيه، فقمت بتحويل المبلغ إليه، وقام بطباعة العمل في دار اسمها دار «يسطرون»، وتسلمت بعض النسخ منه بالفعل في مقر الدار، وحين رأيت الكتاب وفتحت الصفحات عرفت ان العمل تلفيق تماما، أنا قمت بطباعة 22 كتابا من قبل فلم أرَ طباعة بهذا الشكل.
ويواصل: «وهاتفني "العمدة" في يوم وأخبرني أنه يريد مبلغ 2000 جنيه، وأن سيارته تعطلت في إحدى الطرق، ونزلت وحولت له المبلغ، وأخبرني نه سيرسله في الغد ولم يفعل».