جلال برجس: فوز روايتى «دفاتر الوراق» بالبوكر أهم أحداث 2021
مع قرب الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة 2022، التقى «الدستور» العديد من الأدباء المصريين والعرب للحديث حول رؤيتهم الثقافية وخططهم للعام الجديد، وأبرز الأحداث التي حدثت لهم في 2021، ومن هؤلاء الأدباء الروائي الأردني جلال برجس والذي حصد جائزة البوكر لعام 2021 والذي أجاب بما سيأتي.
عن أمنياته للعام الجديد على المستويين الثقافي والشخصي قال جلال برجس: "على المستوى الشخصي أتمنى أن أتفرغ للكتابة، أريد ذلك الوقت الممتد في مكان هادئ بلا هاتف نقال، ولا إنترنت، ولا ضجيج، ولا أي شكل من أشكال المعيقات اليومية. أريد فقط رزمة من الورق وذلك النوع الذي أحبه من الأقلام ذات الحبر السائل. أريد أن أكتب".
أما على الصعيد الثقافي فإني أتمنى أن يعترف بالكتابة كمهنة حتى لا تبقى حقوق الكاتب مهضومة من قبل الناشرين، ومن قبل من يزورون كتبنا، ومن قبل المؤسسة الرسمية التي ما زالت تقصي الكتاب خارج قائمة أولوياتها. فأمنيتي في هذا الصدد هي أن يجد الكاتب العربي مكانته الحقيقية.
وعن أهم أحداث 2021 قال برجس: "أجمل ما حدث لي في العام الفائت هو فوز دفاتر الوراق بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) الأمر الذي عرفني بقراء جدد، ومحبين للأدب وللرواية. وفتح لي مسارات جديدة في الترجمة والدراما، حيث يتم الاشتغال على الرواية هذه لتعرض كمسلسل على الشاشات العربية بعد عام تقريبًا.
وعن خططه للعام المقبل قال: "أخطط لكتابة رواية جديدة. لكن قبل الكتابة علىّ أن أقرأ عددًا من الكتب، وعلىّ أن أتحقق من بعض المعلومات، وأقوم ببعض الزيارات الى بعض الأماكن. لأن موضوع روايتي القادمة مهم وبحاجة للتأني والبحث والكتابة بهدوء.
وعن الموقف الذي لن ينساه خلال العام المنصرم قال: "الموقف الذي لا يغادر ذاكرتي هو خروج ابنتي (مَي) من بيتنا إلى بيت الزوجية. كنت في غاية الفرح، وفي الوقت نفسه كان يتلبسني حزن من نوع غريب، فهذا يعني أني لن أراها كل يوم قبل أن أنام، ولن أحصل على حصتي من السكينة التي يمنحها لنا الأبناء، لكن هذه سنة الكون".
وعن أهم لحظة سيذكرها خلال العام المنصرم قال: "هناك لحظات كثيرة في حياتنا تدوم في الذاكرة وأجمل هذه اللحظات حين كرمني أبناء مدينتي مادبا بأن أطلقوا اسمي على أهم مسارح المدينة في احتفاء كبير حميمي وصادق، عبروا من خلاله عن بهجتهم بما كتبت خاصة عن حضور مسقط رأسي في أعمالي الروائية".
وعن أهم قراءاته خلال 2021 قال: "نظرًا لانشغالاتي لم أقرأ بالقدر الكافي سوى عدد قليل من الروايات مثل رواية رابطة كارهي سليم العشي لمحسن الجباس، وحمام الذهب لمحمد عيسى المؤدب، ورحلات في حجرة الكتابة لبول أوستر، ورجل الغمام البعيد للطفي الشابي، وقبل أن تبرد القهوة لتوشيكازو كاواغوشي. ومكتبة ساحة الأعشاب لإريك دو كيرميل. وبعض الكتب والمجلات والنشرات الثقافية. لكن مع مجيء الشتاء سأشرع بقراءة قائمة مؤجلة من الكتب.
وعن رؤيته للأوضاع الثقافية العربية قال: "الفضاء الثقافي في هذه المرحلة مبهج من جانب ومخيب من جانب آخر، أما الجانب المبهج فهو استمرار إيمان المثقف بجدوى الثقافة واشتغاله الذاتي على هذا المسار وفيه، أما المخيب في هذا الأمر فهو تخلي المؤسسة الرسمية العربية عن المثقف بل وحتى ابتكار عدة أشكال من العداوات معه، والتعامل مع الثقافة كحمولة زائدة غير مجدية. وما تبقى من اهتمام فهو برأيي فقط لرفع العتب وإن بقي الحال كما هو عليه الآن سنشهد اختفاء مرعبًا للمثقف وبالتالي للثقافة، حينها ستغرس ثقافة الاستهلاك والتشيؤ ما تبقى من مخالبها في أجسادنا".