ظافر العابدين: «غدوة» سبب ذهابي للطبيب النفسي.. وتوقعت الفوز بجائزة القاهرة السينمائي (حوار)
الفيلم الروائي "غدوة" عرض لأول مرة عالميا ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 43، وهو من إخراج ظافر العابدين، وإنتاج تونس، ومدته 96 دقيقة، وفاز بجائزة أفضل فيلم روائي من الاتحاد الدولي لنقاد السينما، وهو الأمر الذي أسعد الفنان ظافر عابدين كثيرًا، خاصًة أنه توقع الفوز بهذه الجائزة منذ عرضه، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43.
تدور أحداث فيلم "غدوة"، حول تدهور الحالة الصحية لبطله، الأمر الذي يجمعه بنجله أحمد الذي أنجبه من زوجته السابقة، ويؤدي إلى تبادل الأدوار بين الأب وابنه، فيجد أحمد نفسه مضطرًا للاعتناء بوالده والتأكد من سلامته، لكن الأوضاع تجعلهما في موقف لم يستعد لمواجهته، إذ يؤثر الماضي السياسي لبطل الفيلم أثناء فترة حكم بن علي على حاضره، أحمد، الذي يبلغ من العمر 15 عاما. يؤثر الماضي السياسي لحبيب خلال سنوات الديكتاتورية في تونس على حاضره، فتنقلب الأدوار ويُجبر أحمد على العناية والحفاظ على سلامة أبيه.
التقت "الدستور" بالفنان ظافر العابدين، للحديث عن كواليس فيلمه الجديد "غدوة"، وعن السبب وراء خوضه تجربة الإخراج والتأليف بجانب التمثيل، خاصًة أنها المرة الأولى، وشعوره عند الفوز بجائزة أفضل فيلم روائي من الاتحاد الدولي لنقاد السينما بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43، وعن كواليس أعماله المقبلة، وهل سيخوض السباق الرمضاني لعام 2022، وإلى نص الحوار..
- هل تتمنى عرض فيلم "غدوة" عبر المنصات أو في دور السينما؟
حاليًا ليس لديَ أي معلومة مؤكدة عن إمكانية عرض فيلم "غدوة" عبر نتيفليكس، أو من خلال دور العرض السينمائي، ولكن بالطبع، أتمنى أن يحدث هذا سيسعدني كثيرًا، كثيرًا أحب موضوع عرض الفيلم في السينما، لأنه مهم، ويمس جميع أنحاء الوطن العربي، ويشرفني جدًا عرضه في مصر، خاصًة إن السينما أهم شئ بالنسبة إليَّ.
- برأيك.. لماذا لم يعرض فيلم "غدوة" في مهرجان قرطاج؟
أنا لا أعلم فعلًا، ما السبب وراء الرفض من مشاركته في مهرجان قرطاج، ولكن ما تردد عن أسباب الرفض بأنه أسباب سياسية لا أعلم من أين أتت.
- هل كان هناك أيًا تخوّفات من الحكومة التونسية في عرض الفيلم؟
لا، لم أفكر أبدًا في هذا، خاصًة أن الفيلم لا يركز على الأحداث السياسية، الأهم بالنسبة لنا هو الحكاية عن العلاقات الإنسانية، ومفكرتش بصراحة كل اللي فكرت فيه القصة محتاجة مصداقية، مش سياسية، الفيلم بيحكي علاقة إنسانية عن إنسان عنده ظروف معينة، لو فكرت في السياسة مكنتش هكتب بمصداقية، ومكنتش هكتب المشاهد بشكل صح.
- بعد عرض غدوة.. هل ترى أن الأعمال العربية ظلمت ظافر العابدين وحصرته في أدوار بعينها؟
لا، بالعكس، الناس هي اللي دائمًا حطتني في الأدوار الرومانسية وفي قالب معين، لكن في الآخر مش دوري إني أعمل أشياء تبين للناس إني شكلي حلو، بالعكس، أول دور عملته في مصر كان "فيرتيجو" كان عنده تهته ومش بيسمع، وبيتكلم بالإشارة، بل بالعكس الدور لم يتعلق بالوسامة وهو بالنسبة ليّا من أحلى الأدوار، لكن الناس أوقات بتحب تفكر في الشكل فقط، لكن أنا مبحبش أركز على الوسامة كما حدث في مسلسل الخروج وتحت السيطرة وهكذا من هذه الأدوار البعيدة تمامًا عن الوسامة.
- هل تسبب دورك في فيلم "غدوة" لذهابك للطبيب النفسي؟
بالفعل، حدث وذهبت إلى المستشفى لألتقي بالطبيب النفسي وقابلت عدد من الحالات وتعاملت معهم عدة مرات لأرى كيف يتعاملون لأخرج للناس بهذه المصداقية التي سيشاهدونها في الفيلم، عند عرضه في دور العرض السينمائي، لأصل للناس الصور بشكل صحيح بعيدة عن الخطأ أو الكاريكاتير، أو الصورة الكيلشيه، بل بالعكس كان لازم الصورة تكون حقيقية ونروح ونقابل ناس ونقعد معاهم لأجعل المشاهد يعيش المصداقية.
- هل كان لدى الفنان ظافر العابدين بعض التخوّفات خاصًة أنك مخرج ومنتج وممثل في فيلم "غدوة"؟
لا، بالعكس، كل هذه الأدوار تخدم على بعضها البعض وحكاية الفيلم نفسه، ولم أفكر في نفسي ولا دوري، لأن الدور مناسب للقصة والقصة هي أهم شئ، وكنّا كممثلين وأي عضو في الفريق بيخدم هذه النقطة لخروج الفيلم يشبه القصة الحقيقية التي وقعت على أرض الواقع ويقتنع المشاهد بها، ودا أهم شيء.
- وماذا عن أصعب المشاهد التي واجهت ظافر العابدين في فيلم "غدوة"؟
كل المشاهد، بالنسبة ليًّ أصعب مشهد وحقيقي كنت مستمع جدًا بكل المشاهد وبالعمل ككل، ولا يمكنني تحديد مشهد بعينه واعتبره صعب، كله صعب وكله كان مهم جدًا بالنسبة ليَّ.
- هل ترى وجود أي مشاكل في إنتاج الأفلام لذلك اتجه عدد من الفنانين من بينهم انت وصبا مبارك لإنتاج الأفلام والأفكار التي يعجبون بها؟
لا، ليس له علاقة، انا حبيت الفكرة وكنت حاسس بيها ومتحمس جدًل ليها، وكان عندي من خلال الفيلم رسالة وحاجة حابب أوصلها وهذا أهم شئ بالنسبة لإليَّ كظافر عابدين، وكل هذا ليس له علاقة بالإنتاج فقط، بالعكس، أي تجربة بتكون إيجابية إحنا مش بننافس إحنا بنكمل بعض وبنعاون بعضنا، وحضورها بيدعم حضوري، وانا بدعمها طبعًا فيي نفس الوقت، وإن شاء الله يكون باب لفتح الباب لكل اللي عنده الافكار.
- ولماذا اختار الفنان ظافر العابدين فيلم "غدوة" ليكون أول عمل له كمخرج؟
البداية كانت قصة شخصية جدًا، أخويا حاتم، أصيب بمرض السرطان، وحب يتعالج فاستني لمدة عام ليتعالج عن طريق التأمين في تونس، حتي تدخلنا وجبنا أدوية من برا، وهذا خلاني اتساءل قولت ليش المواطن التونسي بيمر بكل هذا وهو بيحاول يبني وطنه، ولعائلته، وبدأت الفكرة وبدأت تنور كل مرة وبدأت أقرأ الكثير، حتى خرجت الفكرة للنور، وتطورت قبل خروجها للنور عدة مرات، وأنا كنت بحلم بتجربة الإخراج منذ فترة، لكني كنت انتظر الموضوع والفيلم المناسبين.
- هل سيشارك الفنان ظافر العابدين في الماراثون الرمضاني لعام 2022 في مصر؟
رمضان، لا، انا مش موجود في رمضان بأي عمل فني، وخلال الفترة المقبلة أعمل على الاستعداد لتقديم الجزء الثالث من مسلسل “عروس بيروت".
- وماذا عن حقيقة وجودك في فيلم "العنكبوت" كضيف شرف؟
ما نشر عن وجودي كضيف شرف في الفيلم غير صحيح بالمرة، انا بالفعل صوّرت جميع مشاهدي في الفيلم السينمائي الجديد "العنكبوت" مع الفنان الكبير أحمد السقا، وأنا أجسد أحد الأدوار الرئيسية في العمل، حقيقي أنا فعلًا بحب التواجد في السينما المصرية بشكل كبير، لكن دائمًا لا بد أن يكون العمل يقدم رسالة مهمة.
- هل توقع الفنان ظافر العابدين فوز فيلمه "غدوة" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 43؟
نعم، توقعت فوز الفيلم في مهرجان القاهرة، وفخور للغاية لرؤية حلمي يتحقق، أمام عيني بفوزي بجائزة أفضل فيلم روائي من الاتحاد الدولي لنقاد السينما، وحقيقي ألف مبروك لكل فريق العمل، وشكرًا لكل من ساندوني وشكرًا لكل الناس اللي ساعدتني وجميع طاقم العمل في الفيلم، وهذا نجاح كبير بالنسبة ليًّ ولهم.