من هو مكتشف برديات البهنسا التي بها أقدم ترنيمة مسيحية قبطية؟
تٌحيي الكنائس المسيحية اليوم، ذكري رحيل «برنارد بيني جرنفيل»، صاحب الفضل في اكتشافات برديات البهنسا التي تحتوي على أقدم ترنيمة مسيحية قبطية في العالم وذلك بالتعاون مع آرثر سوريدج.
وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: يمثل العالم الإنجليزي برنارد بيني جرانفيل قيمة كبيرة في تاريخ علوم البرديات حيث يرجع إليه الفضل الرئيسي في اكتشاف برديات البهنسا ؛ وذلك بالتعاون مع عالم برديات آخر يدعى آرثر سوريدج هانت.
وتابع: فلقد ولد في 16 ديسمبر 1869 بإحدى المدن الانجليزية، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حيث تخصص في في علوم البرديات وحصل بعدها على منحة دراسية للدراسة في جامعة الملكة بأكسفورد.
وواصل: ولقد تم اختياره بعدها ضمن البعثة المسافرة إلي مصر للعمل مع عالم المصريات الكبير فليندرس بيتري، مستكملاً: وفي عام 1895 قررت جمعية The English Exploration تبني مشروع كبير هو اكتشاف الحقبة اليونانية – الرومانية في صعيد مصر ورشحت الجمعية العالم جرانفيل والعالم هانت للقيام بهذه المهمة، فسافرا إلي الفيوم أولًا للبحث والتنقيب هناك؛ ثم توجها بعد ذلك إلى منطقة البهنسا المعروفة في اليونانية حيث عثرا على برديات بالغة القيمة.
وأضاف: "لقد كرم العالم كله العالمين الكبير جرانفيل وهانت بسبب هذه الاكتشافات الرائعة؛ حيث انتخب جرنفيل زميلًا بالجمعية بالأكاديمية البريطانية عام 1905، وعين أستاذًا لعلوم البرديات بجامعة أكسفورد وفي خلال معظم سنوات الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) تطوع زميله هانت للعمل بالخدمة العسكرية في الجيش البريطاني، فقام جرانفيل بالعمل بمفرده في ترجمة أوراق البردي المكتشفة، كما قام بعمل دراسة شاملة عن جغرافية مصر في أوائل عام 1920.
ولقد أستمر جرانفيل في العمل والإنتاج وتأليف الكتب حتى توفي في 18 مايو 1926 عن عمر يناهز 57 عامًا تقريبًا قضاها كلها في خدمة العلم، متابعًا: ولقد أثرى العالم الكبير جرنفيل المكتبة الأثرية والبردية بالعديد من الكتب والمراجع القيمة مثل أقوال ربنا من البرديات اليونانية المبكرة، ومدينة الفيوم مدنها وبردياتها أوراق كلاسيكية يونانية يونانية ولاتينية من العصر اليوناني واللاتيني.
مستطردًا: أما عن برديات البهنسا وأهميتها التاريخية والأثرية ؛ يقدر العلماء عدد البرديات التي تم اكتشافها على يد العالمين الكبير جرنفيل وهانت بحوالي 400000 أربعمائة ألف بردية وشذرات من البرديات غير الآلاف التي سبق أن نقلها بتري إلي لندن نذكر منها الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد؛ كما تم اكتشاف خطاب من البابا بطرس خاتم الشهداء (302- 311 م) والملقب بخاتم الشهداء؛ يرجع تاريخه إلي عام 311 م، كما عثر علي تقويم كنسي يرجع تاريخه لعام 353م؛ كذلك عثر على أقدم نوتة موسيقية لأقدم لحن كنسي في العالم كله.