رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ"جلباب وسبحة": يهود يتنكرون بزي إسلامي للصلاة في الحرم الإبراهيمي (تفاصيل)

يهودي يتنكر في زي
يهودي يتنكر في زي مسلم

كشفت تقارير اليوم الأربعاء أن مجموعة يهودية متطرفة تُنفذ خطة يقوم من خلالها أعضائها بالتنكر في زي مسلمين من أجل دخول الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة في القدس والصلاة فيه، حيث يتلون صلاة يهودية بهدوء بينما يتظاهرون بممارسة الشعائر الإسلامية، وفقا لتقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل".

أثارت مجموعة “العودة إلى الهيكل” اليمينية المتطرفة، التي تدافع عن السيادة اليهودية على الحرم الإبراهيمي، مخاوف بين المسؤولين الأمنيين الإسرائيليية، الذين حذروا من أن أفعالهم قد تثير أعمال عنف في الحرم، حسبما أفادت القناة 13 العبرية، بعد نشر التقرير عن خطتهم المثيرة للجدل.

الوضع المتوتر في الحرم

يعتبر الحرم الابراهيمي بؤرة ساخنة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتوتر فيه كان وراء المواجهة العسكرية التي نشبت بين إسرائيل وحركة حماس في مايو الماضي، فيما تحاول السلطات الإسرائيلية وقف أي أنشطة قد تعيد إليه التوتر مجدداً تم الكشف عن تحركات المجموعة اليهودية التي من شأنها أن تسبب أزمات في الحرم مرة أخرى.

وفقا للتفاهمات التي تم التوصل إليها بعد أن استولت إسرائيل على البلدة القديمة والقدس الشرقية في حرب عام 1967، يُسمح لليهود بالزيارة ولكن لا يمكنهم الصلاة هناك. وتحافظ إسرائيل على الأمن العام في الموقع، فيما تدير الأوقاف الإسلامية الأنشطة الدينية هناك.

"لسنا مستعدين لقبول العقوبات المفروضة على اليهود في الحرم القدسي"، قال رفائيل موريس، رئيس مجموعة "العودة إلى الهيكل"، للقناة 13 العبرية، والذي وضع خطة صلاة أفراد المجموعة متنكرين في زي مسلمين.

أشار "موريس" إلى أنه لا يسمح لليهود بالدخول إلى الحرم إلا في ساعات محدودة من اليوم، ويرافقهم رجال الشرطة ويجب ألا يظهروا أي مؤشر على أنهم منخرطون في الصلاة، موضحاً أن خطتهم بسبب القيود على صلاة اليهود في الحرم.

عناصر المجموعة يتعلمون صلوات المسلمين

قام أفراد المجموعة المتطرفة بعقد دروس في شقة في القدس، حيث قامت المجموعة بتعليم أتباعها إرتداء الزي الإسلامي التقليدي، وحمل سجادة الصلاة و"السبحة" وحتى كتبا باللغة العربية عن القرآن لجعل التنكر أكثر إقناعاً. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الأعضاء أحيانا بصبغ شعرهم ولحاهم  ليجعلوا أنفسهم أكثر شبها بالعرب.

يهود يصلون صوات المسلمين

قال "موريس": إن المجموعة تركز على الظهور مثل العرب حتى لا تثير شكوك الشرطة أو المسلمين أو الوقف.

قال أحد الأعضاء الذي استخدم الاسم المستعار باروخ :"في أسوأ الأحوال، ننكشف ويتم القبض علينا، الأمر يستحق أن أصلي بشكل لائق وألا أستسلم لإذلال الشرطة"، وتوقع باروخ أنه سيكون هناك "المزيد والمزيد ممن يصلون على هذا النحو وبعد ذلك ستحتاج الشرطة ببساطة إلى فتح البوابات أمام اليهود".

رفائيل موريس قائد المجموعة

أضاف موريس قائد المجموعة:"تتمثل رؤيتنا في أن نكون قادرين على الذهاب إلى الحرم القدسي في جميع ساعات اليوم، وفي النهاية أن ننجح أيضا في بناء الهيكل واستعادة خدمات القرابين"، ونفى أن تكون حركته "سرية"، وأصر على أنه يتصرف "علانية" وأن أفعاله قانونية، قائلاً:"حقيقة أن الدولة لا تحب الفكرة لا تعني أنها غير قانونية".

واستطرد قائلاً: “في حالة حدوث أي خطأ أثناء زياراتهم السرية، فإنهم سيطلبون مساعدة الشرطة، رافضاً المخاوف من أن عمل مجموعته قد يؤدي إلى عنف واسع النطاق”.

قال أحد أعضاء المجموعة عندما سئل عن احتمال أن المسلمين في الموقع يكتشفوا هويتهم، ويمكن أن يتفاعلوا معهم بعنف: "من أجل المعبد أنا مستعد لدفع حياتي".

الشاباك يتحرك ضد المجموعة

تعمل الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) ضد المجموعة، ووفقا للتقرير، كثيرا ما يُعطى الأعضاء أوامر تقييدية صادرة عن المحكمة تمنعهم من دخول الحرمن من حين لآخر يتم احتجازهم في السجن لبضعة أيام.

ومن جانبه، قال قائد الشرطة الإسرائيلية المسؤول عن الموقع، ناتي غور، أنه كان هناك انتشار واسع للضباط في محاولة لمنع أي رد فعل عنيف ضد "هؤلاء المتطرفين".

قبل أسبوعين، نجح الأعضاء في دخول الحرم القدسي، خلال الليل، وعلى الرغم من الطقس الممطر، وصوّر أحد أعضاء المجموعة قبة الصخرة ويمكن سماعه وهو يتلو صلاة "شيماع يسرائيل"، وهي صلاة يهودية تعلن الإيمان بالله الواحد. وفي الخلفية، يمكن سماع الأذان الإسلامي.

في اجتماع مغلق حول الحرم القدسي عقده وزير الأمن العام عومر بارليف، قال ممثلو الشاباك إن كل أسبوع يتم القبض على أفراد متنكرين بزي عرب وهم يحاولون التسلل إلى الحرم عبر بوابات دخول مخصصة للمسلمين فقط.

الحرم الابراهيمي

وقالت القناة 13 إنها تعرضت لضغوط من مسؤولي الأمن لعدم بث المقطع وسط مخاوف من أن تؤدي حتى المعلومات إلى اندلاع أعمال عنف.

في حكم صدر في وقت سابق من هذا العام بشأن عريضة تطالب بحقوق صلاة اليهود في جبل الهيكل، أقرت المحكمة العليا أن لكل يهودي الحق بالصلاة في الحرم القدسي، كجزء من حرية الدين والتعبير، ولكن يُمتنع عن تطبيق هذا القرار منعاً لاندلاع أعمال عنف في البؤرة الأكثر سخونة في العالم.