القس وجيه يوسف يؤكد على أهمية التراث العربي المسيحي
عقد المعهد الملكي للدراسات الدينية محاضرة بعنوان «التراث العربي المسيحي والحوار المسيحي الإسلامي»، ألقاها القس الدكتور وجيه يوسف بمشاركة عدد من الباحثين ورجال الدين المسيحي والإسلامي.
تطرق الدكتور يوسف في محاضرته إلى أهمية التراث العربي المسيحي حيث كان من شأن المشتركات بين المسيحية والإسلامية، الّتي صارت أيضًا عقائد مختلف عليها، أن تثير الكثير من النّقاشات والمباحثات الدّينيّة بين أتباع الدّيانتَيْن، وقد لعب التّشابهُ الكبير بين الإسلام والمسيحيّة، وفي نفس الوقت الاختلاف الجوهريّ بينهما، دورًا مهمًّا في هذه الحوارات.
وبيّن الدكتور يوسف أن هذه النقاشات وصلت ذروتَها إبّان العصر الأوّل من الخلافة العبّاسيّة—وقت انخرط المسيحيّون والمسلمون وغيرهم من أتباع الدّيانات في نقاش أمور عقائدهم بحرّيّة واحترام شديدَيْن، فكان المختلفون يجتمعون في المجالس، ويأخذ كلٌّ بالحديث عن صحّة مذهبه ومعتقده، فكانت الكلمة الأولى لحكم العقل، ولقياس المنطق
وأعرب الدكتور يوسف عن أمله في أن يكون هذا التراث حلقةَ وصل، وفرصةً للتّقارب والتّفاهم بين المسيحيّين والمسلمين، ونوّه إلى أن العلاقات الإسلاميّة - المسيحيّة التي انبهر بها العالم آنذاك، اشترك فيها المسلمون والمسيحيّون معًا كفريقٍ واحد، في مشروعٍ نهضويٍّ لبناء الحضارة العربيّة، تمثل في "بيت الحكمة"، التي كانت أوّلُ مدرسة ترجمة متخصّصة، اهتمّ العاملون فيها بنقل التّراث الفكريّ والفلسفيّ اليونانيّ والسُّريانيّ والفارسيّ إلى اللّغة العربيّة.
ودعا الدكتور يوسف إلى تحديد أطر مشروع نهضوي، يكون معادلًا في عظمته لبيت الحكمة، ليمكّننا من العبور نحو مستقبل مشرق للجميع. فتراثنا الشّرقيّ مليءٌ بالكتابات الدّينيّة الإسلاميّة والمسيحيّة، لكنّ التّقصير هو في فهم الآخر، فإن أردنا النجاح للحوار الإسلامي - المسيحي فعلينا بالفهم المشترك، حيث إنّنا نحتاج لأن تكون لغةُ خطابنا الدّينيّ مفهومةً عند الآخر.
جدير بالذكر أن الدكتور وجيه يوسف باحث متخصص في التراث العربي المسيحي. حاصل على ماجستير في الدراسات اللاهوتية من كلية لاهوت "ويستمينستر"، بالولايات المتحدة الأمريكية ودكتوراه في التراث العربي المسيحي والعلاقات المسيحية الإسلامية من جامعة "برمنجهام"، بالمملكة المتحدة.