«دمية أفروديت» للكاتب شريف عابدين على طاولة اتحاد الكتاب بالإسكندرية
تنظم النقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر بالإسكندرية، أمسية ثقافية لمناقشة رواية "دمية أفروديت"، والصادرة عن دار المفكر العربي٬ للكاتب الروائي دكتور شريف عابدين، وذلك في السادسة من مساء السبت المقبل، ويناقش الرواية كلا من الناقدين: دكتور نبيل عرفان، ودكتورة عفاف يحيي، ويدير اللقاء الكاتب رشاد بلال.
و "شريف عابدين" كاتب سكندري٬ سبق وصدرت له أعمال: أسرار شهريار٬ ظلال الهمس٬ زلاتيا٬ أحمر شفاه٬ الربيع المنتظر٬ تلك الأشياء، وغيرها.
تتناول رواية "دمية أفروديت"، للكاتب شريف عابدين، الجذور الأسطورية للقهر الأنثوي٬ ودور أفروديت إلهة الحب في التلاعب بالأقدار٬ عبر إثارة غرائزهم من خلال نموذج "زيوس" سيد الأوليمب، و"هيلين" التي تسببت في حرب طروادة، وميدوسا التي أغوتها لصالح "بوسايدون" إله البحار، و"جالاتيا" التي سخرتها لرغبة بيجماليون، ولونيرا التي هيأتها لأبوللو إله الشعر والموسيقى.
وعن رواية شريف عابدين "دمية أفروديت" يقول الناقد دكتور مسلك ميمون: رواية تنهل من الميثولوجيا الإغريقية، التي عُمدتها وأساسُها، تعدّد الآلهة، ومدى الصّراع فيما بينها من جهة، وبينها وبين الإنسان من جهة أخرى، في أنساق فنّية حكائية، ذات صبغة دينية مستحكمة، الشّيء الذي أبقى الأساطير الإغريقية، ومنذ فجر التّاريخ، تتردّد جيلًا بعد جيل، تنسج خيالًا، من الرّمز، و الدّلالة، والعبرة، والإثارة.
أما الناقد المغربي محمد داني، فيقول: شدني كثيرًا في رواية "دمية أفروديت" التوظيف الفني للأساطير التي تخلد ميلاد وسيرورة حياة أفروديت، كما تعطينا صورة عن نهاية بيجماليون المأساوية.
لقد حفلت الأسطورة بالعديد من الظواهر التي أثارتني كقارئ وشكلت نسيجًا رمزيًا في الخطاب الروائي؛ حرك مجموعة من القضايا التي يعيشها العالم عامة والعالم العربي خاصة، كما عكست معطيات الواقع والصراع الذي نعيشه والذي يؤثر السلطة والمال والمرأة، وكلها تشكل مأساة الإنسان عبر العصور.
كما خلق التوظيف الأسطوري مناخًا نفسيًا، يجعل القارئ يعيش شتى الانفعالات في أجواء الرواية وبالتالي ستمارس عليه نوعًا من التأثير والتأثر.
ومن جانبه، يقول الناقد كريم عرفان: استطاع المؤلف شريف عابدين في روايته "دمية أفروديت" أن يقتحم عالم الأسطورة وأن يعيد صياغة الميثولوجيا الإغريقية وفقًا لرؤيته المستقلة والثرية والتي تحمل أبعادًا متعددة سواء من الناحية السيكولوجية أو الاجتماعية أو حتى على الصعيد الاقتصادي والسياسي، فالرواية تتماشى بشكل كبير مع واقعنا المعاصر فهي (نص ميثولوجي) لكنه يحمل نكهة معاصرة وطابع حداثي.
ومن أجواء رواية "دمية أفروديت" نقرأ: "علمت سيدة الأوليمب أن أفراد العائلة يعتقدون أنها تسيء معاملته؛ فدعتهم إلى زيارته. فوجئوا بأنه لم يتعرف على أي منهم! استاءوا كثيرًا لما آلت إليه حالة كبير الآلهة من عته وخرف، وأثنوا على هيرا التي تفانت في خدمته وأخلصت في رعايته، أدهشتهم بقدرتها على تهدئته؛ كلما اضطربت حالته وأتى بألفاظ بذيئة وحركات غير لائقة، وصدمتهم رؤيته يمتثل أمامها منصتًا عندما تروي له الحكاية، ثم يستغرق في النوم كطفل وديع".