سدّ ومحطة «جوليوس نيريري» قصة تلاحم حقيقي بين مصر وأفريقيا
يُعد سّد ومحطة «جوليوس نيريري» الكهرومائية بدولة تنزانيا عملًا هندسيًا ضخمًا تنفذه الدولة المصرية وتخطو فيه خطوات ثابتة على قدم وساق برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليمثل واحدًا من الخطوات الحقيقية التي تعبر عن اهتمام مصر بالدول الأفريقية وإعادة تنميتها.
سّد ومحطة «جوليوس نيريري» يُنفذ برعاية وزارة الإسكان المصرية وتحالف المقاولون العرب والسويدي إلكتريك، لكن ربما تساءل كثيرون عن فائدة ذلك السّد الذي ينال اهتمامًا كبيرًا من الطرفين المصري والإفريقي.
ونرصد في التقرير التالي بعضًا من مهام ذلك السّد في الفترات المقبلة، التي تُفسر هذا الاهتمام من خلال بعض الخبراء ومتخصصين.
سيد فرج عيد الخبير بالشئون الأفريقية، أوضح لـ«الدستور» أن سّد ومحطة «جوليوس نيريري» سيساعدان بشكل ضخم في توليد الطاقة النظيفة كالكهرباء، ومن الممكن تصديرها إذ سيسهم بحوالي 137٪ من كهرباء تنزانيا.
وأضاف أن السّد سيكون له دورًا عظيمًا في السيطرة على فيضان نهر «روفيجي» بتنزانيا ويعوق كثير من أعمال الزراعة بالدولة، ويهدم العديد من المنازل حوله بالإضافة إلى دور السّد في الحفاظ على البيئة، مؤكدًا أن هذا المشروع يجسد قدرة وإمكانات الشركات المصرية في تنفيذ المشروعات الكبرى خاصة في قارة إفريقيا.
وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك يعد سّد «جوليوس نيريري» فرصة عظيمة لتلاحم العمالة المصرية والتنزانية، موضحًا أن هناك أعدادًا هائلة من العمال من البلدين يُنفذون العمل على قدم وساق، مما سيُسهم في نشأة علاقات قوية انسانية وعملية بين الجانبين المصري والتنزاني.
وفي السياق، وقال اللواء محمود نصار رئيس الجهاز المركزي للتعمير ورئيس لجنة متابعة المشروع، إنه يعمل بالمشروع حوالي 9 آلاف عامل 8 آلاف عمالة محلية، وألفًا من العمالة المصرية والأجنبية وأكثر من 1400 معدة، موضحًا أن أهم الأعمال التي تم الانتهاء من تنفيذها نفق تحويل مسار النهر (بطول 703 أمتار وعرض 12 مترا وارتفاع 17 مترا، وتم الانتهاء منه وتحويل مجرى النهر في 10/11/2020.
كما أكد المهندس أحمد العصار النائب الأول لرئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب أن إجمالي ساعات العمل بالمشروع بلغ حتى الآن 50 مليون ساعة، فيما بلغ إجمالي المعدات العاملة بالمشروع 1410 معدات.
ويستهدف المشروع إنشاء سد بطول 1025 متراً عند القمة بارتفاع 131 متراً، وبه 7 مخارج للمياه، وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى ٣٤ مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، كما تقع المحطة على جانب نهر روفيجي في محمية «سيلوس جام» بمنطقة «مورغورو» جنوبي غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا).
كما يضم المشروع عدد 2 سد مؤقت أمام وخلف السد الرئيسي لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسي، ومفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسي، ومفيض طوارئ، وعدد ٢ كوبري مؤقت على نهر روفيجي، وطرق مؤقتة بطول 39 كم لخدمة منطقة المشروع خلال فترة التنفيذ، تم إنجاز أعمال حفر وردم بمعدلات 14 مليون متر مكعب، فيما تم تنفيذ أعمال الخرسانة بمعدل ٣ملايين متر مكعب، وتشمل الخرسانة المدموكة وCVC الخرسانة المسلحة، وتم استخدام ٩٠ ألف طن حديد تسليح في نفق تحويل مسار النهر.
وكذلك تُعتبر محطة الطاقة الكهرومائية هي الأكبر في تنزانيا بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجا وات / ساعة سنوياً، وفيها سيتم نقل الطاقة المتولدة عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت إلى محطة ربط كهرباء فرعية، حيث سيتم دمج الطاقة الكهربائية المتولدة مع شبكة الكهرباء العمومية بدولة تنزانيا.