«مودرن دبلوماسى» تكشف عن كيفية اختراق الإخوان لدوائر السياسة الأمريكية
كشفت مجلة «مودرن دبلوماسي» الأمريكية، كيف اخترقت جماعة الإخوان المسلمين الولايات المتحدة الأمريكية، والإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ووفقًا للمجلة الأمريكية، فقد دعمت الإدارة الأمريكية على اختلاف فتراتهم جماعة الأخوان المسلمين، وربما أبرز محاولات الدعم الأمريكي للجماعة كانت في عام 2012 عندما قدم عضو الكونجرس الأمريكي "فرانك وولف" إلى مجلس النواب الأمريكي طلبًا، يدعو فيه إلى إجراء تحقيق مع الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" ووزيرة خارجيته "هيلاري" بعد فوز مرشح الإخوان المسلمين في مصر"محمد مرسي"، ووفقًا لوولف فقد دعم أوباما وإدارته الجماعة بما يقرب من 50 مليون دولار في الانتخابات الرئاسية خلال جولة الإعادة.
وقال عضو الكونجرس الأمريكي "فرانك وولف" حينها ، بعد فوز الإخوان المسلمين ومرشحها :"السياسيون الأمريكيون دعموا نشاط الإخوان المسلمين وأجندتها السياسية في مصر على حساب أحزاب أخرى لا تحب واشنطن".
كما وجه النائب "فرانك وولف" اتهامات مباشرة إلى الرئيس الأمريكي الأسبق "أوباما" والإدارة الأمريكية نفسها، متهمًا البيت الأبيض بـ «خلق ممارسات غير قانونية سياسيًا لدعم الإخوان المسلمين في مصر، والسعي لخلق مناخ ودولة من الفوضى في المنطقة من خلال دعم الإخوان المسلمين والتضحية بالمصالح الأمريكية من أجل دعم مشروع الإسلام السياسي»، ورغم عدم تصعيد القضية إلا أنها لاقت صدى واسعًا داخل الكونجرس الأمريكي.
واعتبر النائب الأمريكي "فرانك وولف" في الكونجرس الأمريكي وجميع مناصريه أن "المحاولات التي جرت لنشر الفوضى والاضطراب في مصر وثورات الربيع العربي بمساعدة تنظيمات الإخوان هي محاولات متعمدة" ، وهذا خلال نفس الفترة التي يجب على السياسيين فيها أن يكونوا حكماء في عدم استدراجهم إلى معارك جانبية تضيع مكاسبهم وإنجازات شعوبهم، لذلك كان السلوك الصحيح عند الحكيم أن يتفرغ كل فرد في مصر والمنطقة العربية لبناء الداخل.
هنا يمكننا أن نتابع (خريطة ونشاط جميع فروع تنظيمات الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر) ، على غرار استراتيجيتها وتنظيماتها الممتدة في بريطانيا وأوروبا، لكنها كانت أكثر وبشكل نخبوي في الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال تنظيمات الإخوان المسلمين، المعروفة بالاسم في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل: «جمعية الطلاب المسلمين MSA، التي بدأت عام 1963، المعهد الدولي للفكر الإسلامي، الذي تأسس في الأراضي الأمريكية منذ عام 1983، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية ISNA، ولجنة الشؤون الإسلامية الأمريكية CAIR، والتي تأسست عام 1994».
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المنظمات الأخرى التابعة للإخوان المسلمين لها نشاط وتأثير عالمي داخل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية مختلفة، وكلها تهدف إلى بذل محاولات متواصلة للتأثير على موقف حكوماتها تجاه مصر ودول المنطقة. ثورات الربيع العربي.
ووفقًا للمجلة الأمريكية فإن جماعة الإخوان وتحديدًا العائلات المنتسبة للإخوان المسلمين تعمل بنظام بقوة ونشاط في جميع أنحاء الولايات المتحدة ، وكانت مهمة كل عائلة «ترسيخ جذورها في المنطقة التي هي فيها، من خلال التأثير على أكبر قدر ممكن من المواطنين والاهتمام بالوافدين الجدد من جماعة الإخوان المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وكذلك إنشاء مدارس ومساجد وعيادات جديدة لتوسيع نفوذها داخل المجتمع الأمريكي والتواصل مع جميع السياسيين الأمريكيين في محاولة منهم لتشويه مصر والتجربة المصرية الرائدة في مكافحة التطرف والاسلام السياسي».
ووفقًا للمجلة الأمريكية، فقد بدأت كل تلك التنظيمات الأمريكية التابعة للإخوان المسلمين في (الترويج لفشل الديمقراطية في مصر ودول المنطقة من خلال عقد المؤتمرات والدعوة لها، والادعاء بأن الأنظمة الحالية ترفض الديمقراطية.
وتابعت المجلة: لقد نشطت منظمات الإخوان العالمية القديمة فيما بينها، من خلال التواصل والتقارب مع دوائر صنع القرار الأمريكية، ومنها: جمعية الطلاب المسلمين "MSN"، وهي جمعية أسسها الإخوان، وهي من أهم المؤسسسات الإخوانية التي كانت نشطة في الجامعات الأمريكية، وظهرت حوالي 600 جمعية طلابية من داخل الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن.
وأردفت المجلة: إن جماعة الإخوان تعمل على جمع وتعبئة وتوسيع قاعدة مؤيدي أجندة الإخوان المسلمين داخل المجتمع الأمريكي ومراكزه الفكرية والبحثية، ولا سيما دوائر النفوذ والنفوذ الأمريكية.
وفي السياق ذاته ، أشار الأكاديمي الأمريكي "روبرت سبنسر" ، بصفته متخصصًا في شؤون الحركات الإسلامية المتطرفة، إلى أن: "الإخوان المسلمون عملوا بفاعلية منذ عدة عقود في أروقة صنع القرار السياسي الأمريكي"، من خلال عدة جبهات، مثل «مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وجمعيات الطلاب المسلمين، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية»، بالإضافة إلى 29 منظمة أخرى تعمل في الولايات المتحدة الأمريكية تحت مظلات وأسماء مختلفة، ووكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، أطلق عليها كما هي «تنظيمات الإخوان المسلمين ذات الامتدادات الدولية».
وشرح الباحث الأمريكي "روبرت سبنسر" أسباب نجاح ونمو قوة الإخوان المسلمين في مواجهة أنظمة ودول ثورات الربيع العربي والشرق الأوسط، مؤكدًا أنها (مدعومة من الولايات المتحدة)، مشيرًا إلى أن (معظم تلك المنظمات الدولية للإخوان المسلمين تأسست في الثمانينيات، واستمرت تلك الجبهات في العمل كـ "ضغوط ضغط" على قرارات البيت الأبيض تجاه مصر ودول المنطقة)، حتى بعد فشل السياسات الأمريكية تجاه دعمهم بعد فشل الإخوان المسلمين، رغم ثبوت عدم قدرة واشنطن على دعمهم بعد فشل ثورات الربيع العربي.