الاتحاد الأوروبي والعالم العربي منطقتان تواجهان التحديات نفسها
أكد المشاركون في المؤتمر (الأورو – عربي) الأول لأمن الحدود، أن الاتحاد الأوروبي والعالم العربي منطقتان متجاورتان ومترابطتان ترابطا وثيقا وتواجهان نفس التحديات، مما يجعل التعاون بينهما أمرا حتميا، منوهين بأن فعاليات من قبيل المؤتمر الأورو-عربي لأمن الحدود تعد بمثابة أداة قيمة لتدعيم هذا التعاون، وأن تعزيز الإنذار المبكر وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء يساهم في ضمان أمن الأفراد في المنطقتين، مشيرين إلى وجود عدة مشاريع ثنائية وإقليمية تجمع الدول الأوروبية والعربية الأعضاء.
جاء ذلك في البيان الختامي لفعاليات المؤتمر، الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان، تحت رعاية الدكتور بشر هاني الخصاونة رئيس مجلس الوزراء في المملكة الأردنية الهاشمية، بتنظيم مشترك بين الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، وباستضافة كريمة من مديرية الأمن العام في الأردن، وشارك فيه ممثلون عن سلطات إدارة الحدود في أكثر من أربعين دولة عربية وأوروبية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية.
وأقر المشاركون بأهمية بناء الثقة وتوسيع شبكات التعاون بين سلطات الحدود في المنطقتين، مؤكدين إيمانهم الراسخ بأن التعاون في مجال أمن الحدود يجب أن يقوم على أساس المسؤولية المشتركة مع الاحترام التام لسيادة جميع الدول.
وأشاروا إلى تجارب إدارات الحدود، خاصة في ظل جائحة (كوفيد-19)، منوهين بأهمية التعاون بين هذه الأجهزة ومع السلطات العاملة في المجالات الأخرى، بوصف ذلك إحدى اللبنات الأساسية التي تقوم عليها الإدارة المتكاملة للحدود، مشددين على ضرورة حماية صحة وسلامة موظفي إدارة الحدود بوصفهم خط الاستجابة الأول.
وثمَّن المشاركون المزايا المكتسبة من استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحسين أمن الحدود وتقديم التسهيلات للمسافرين، مؤكدين الحاجة إلى تحسين التدريب باستمرار ليتماشى مع التطورات، وعلى أهمية تبادل الخبرات والممارسات الفضلى بين خبراء إدارة الحدود في الاتحاد الأوروبي والدول العربية، فيما يتصل باستخدام التقنيات والأساليب والممارسات الجديدة خاصة فيما يتعلق بالمعلومات المسبقة عن المسافرين وتقييم المخاطر ووثائق السفر والهوية والمجالات الأخرى ذات الصلة بمراقبة الحدود، مع الاعتبار اللازم لاحترام حقوق الإنسان.
وأشادوا بمبادرة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، الرامية إلى توفير منصة لتعزيز التعاون بين السلطات الوطنية لإدارة الحدود في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس وزراء الداخلية العرب، داعيا إياهما إلى تشكيل فريق عمل من الدول العربية والأوروبية الراغبة في ذلك لتسيير برنامج عمل التعاون المستقبلي ووضع الآليات والأدوات اللازمة لذلك، كما دعاهما إلى تنظيم المؤتمر الأورو-عربي لأمن الحدود على نحو منتظم مرة كل سنتين بالتناوب بين بلد مضيف عربي وأوروبي، وتنظيم ورش عمل وأنشطة مشتركة لتبادل الدروس العملية المستفادة والخبرات حول الأولويات المحددة، وذلك استجابة لطلبات الدول الأعضاء في إطار متابعة مخرجات هذا المؤتمر.
وأعرب المشاركون في المؤتمر عن بالغ التقدير للقيادة الحكيمة للملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ودوره الحيوي في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وللحكومة الأردنية الرشيدة على كرم الضيافة والتنظيم المحكم الذي أسهم أيما إسهام في نجاح المؤتمر.
ويندرج انعقاد المؤتمر في سياق التعاون العربي الأوروبي الذي شددت عليه قمة شرم الشيخ في فبراير سنة 2019م، حيث اتفق قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية على إطلاق حوار جديد وتعزيز شراكتهم الاستراتيجية القائمة، والتي تشمل مجال أمن الحدود، والالتزام بتبادل الخبرات وزيادة تعميق وتفعيل الشراكة الأورو-عربية من خلال مقاربة تعاونية.
في سياق متصل، ناقش المؤتمر، على مدى يومين، في أجواء مفعمة بالتفاهم والمسؤولية عددا من المواضيع المهمة من بينها التعاون الأورو-عربي في إدارة الحدود من الناحية العملية: طريق المضي قدما بالشراكة الرامية إلى تعزيز أمن الحدود - التحديات التي تؤثر على إدارة الحدود وأمنها- المراقبة الحدودية الذكية: التجارب والفرص المتاحة والتحديات المتعلقة بالأمن والتسهيلات الحدودية.
كما يأتي هذا المؤتمر مواصلة للتعاون البناء القائم بين الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، واستكمالا لنتائج المائدة المستديرة التقنية الأورو-عربية حول إدارة الحدود وأمنها، التي عقدت عن بُعد يوم 1 ديسمبر 2020م، والتي أكد خلالها ممثلو سلطات إدارة الحدود في أكثر من 30 دولة أوروبية وعربية التزامهم بالحوار التقني والتعاون بين الإقليمين.