رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة رواية «بورسعيد 68» لكمال رحيم بمكتبة «البلد» الاثنين

رواية بورسعيد 68
رواية بورسعيد 68 لكمال رحيم

تقيم مكتبة «البلد» حفل توقيع ومناقشة رواية «بورسعيد 68» للكاتب كمال رحيّم، ويناقشه ويدير الحوار الدكتور محمد سليم شوشة، يوم الإثنين ٦ ديسمبر الساعة السابعة مساءً.

«بورسعيد 68» تُجسِّد بعض ما حدث في بورسعيد أثناء حرب الاستنزاف سنة 1968 إلى يوم التحرير 6 أكتوبر 1973، ومن خلالِ أبطالٍ ليسوا جنودًا يحاربون وإنَّما من الناس العاديِّين.

أهل بورسعيد البسطاء الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن بلدهم بورسعيد، وكان لا بُدَّ أن تسير الحياة، وقد نشأت قصصُ حُبٍّ صغيرةٌ رغم الحرب والصعوبات التى كانت تملأ أفق بورسعيد، وأهمُّها قصة لشابَّيْن تنافسا على حُبِّ فتاةٍ قبطيَّة اسمها نادية، إلى أن انتهى الأمر بمأساةٍ لأحدهما.

وفي كلمة الغلاف الخلفي لرواية «بورسعيد 68»، للكاتب كمال رحيم، يقول أستاذ النقد بجامعة عين شمس، دكتور يوسف نوفل: «يتعانق المكان والزمان في هذا السرد الجميل منذ المستهل، العنوان الذي يتوالد فيه تفاعل إنساني نابض بالحياة بسبب امتزاج المكان: بورسعيد ــ بتفاصيله من شارع ومقهى «بورصة»، وبحر وميناء ــ مع زمان تال لزمن النكسة، وهو عام 1968 بما فيه من حالة سائدة، من حرب الاستنزاف، وروح الاستشهاد، وفيهما، ومعهما، الإنسان، ويوما بعد يوم نشأت ألفة بيني وبين المكان».

يتناغم مع هذا التفاعل «نص مواز»، وهو الإهداء الذي يجسد المكان في صورة فنية هي «غادة حسناء» تخايلك بأنوثتها ودلالها وملابسها، على نمط مثيلاتها من الموانئ التي زارها السارد: اللاذقية، بيروت، ومارسيليا. 

وكما تم التفاعل بين هذين الطرفين، تفاعلت الأطراف من دين، وجنس في بوتقة نابضة بروح الحب، تماما مثل تفاعل الحرب والسلام، والحياة والموت، وتفاعل لهجات المصري والأجنبي، في تكامل وتضافر إنسانيين يعليان من شأن القيمة الكبري، الإنسانية والإنسان.

ومما جاء في رواية «بورسعيد 68»، للكاتب كمال رحيم، نقرأ: عم «تودري» ليس يونانيا مثلما تقول أوراقه الثبوتية. فهذه الأوراق كاذبة لا تقول الحق وظلم للرجل لو سايرناها، صحيح أنها تؤكد علي أنه يوناني أبا عن جد، اسمه٬ تودري ميناس استفاليدس ومحل الميلاد حي «بلاكا» أحد أحياء مدينة «أثينا»، غير أن كل هذا لا معني له، مجرد بيانات تخص الدفاتر والسجلات ليس إلا.

فالعم «تودري» واحد منا، دمه من دمنا وطباعه هي طباعنا، الحسن منها والردئ، فنفس الطيبة ونفس الحمية والشهامة وتصرفات أولاد البلد، ونفس الثرثرة أيضا والحلف بالله بالحق والباطل أو دس الأنف فيما يخص الغير، وإحدي أمانيه أن تغور إسرائيل عن أرضنا، فقد كانت "مبادرة روجرز" مثار حديث الناس في هذا الوقت، وهو يؤكد للواقفين معه: روجرز إيه ومبادرة إيه يا خبيبي، دي عمره ما هايمشي بالذوق، لازم عافية وخناق علسان يتأتأ من هنا.

كمال رحيّم واحد من أهم الأصوات الأدبية المصرية حاليًا، ولد في قرية المنصورية بضواحي الجيزة عام ١٩٤٧، وحصل على شهادات عدة في مسيرته التعليمية وتدرج في مناصب الشرطة حتى حصل على رتبة لواء، ثم بدأ مسيرته الإبداعية حاملًا من خبرات العمل في الشرطة التي مكنته من سبر أغوار المجتمع المصري، ونشر مجموعته القصصية الأولى عام ١٩٩٤ بعنوان لقمة العيش، إلا أن أعماله التالية لاقت استحسان الكثير من النقاد والقراء، ومن أهمها ثلاثية اليهود الشهيرة لرصدها الحياة الاجتماعية لليهود المصريين قبل هجرتهم، كما ترجمت إلى اللغتين الإنجليزية والألمانية، وله عده أعمال صدرت مؤخرًا منها "ايام لا تنسى" ٢٠١٨ و"قهوة حبشي" ٢٠١٩  و"بورسعيد 68" أحدث أعماله الروائية .