قِبلة للسياح ومصدر للدخل القومى.. تطوير سانت كاترين ضمن مشروع «التجلى الأعظم»
وضعت القيادة السياسية - ضمن أجندتها وأولوياتها في التنمية والتطوير- أن تدعم كل مدينة ومحافظة فيما تشتهر به من معالم مميزة، كي تنمي من طابعها الخاص سواء لأهلها أو للقادمين لزيارتها لتكون مصدر جذب هائل للسياح.
وهو ما حدث بالفعل عندما تم التوجيه بتطوير منطقة سانت كاترين ذات الطابع الخاص ضمن مشروع التجلي الأعظم في سيناء، وتأكيدًا لذلك قال الدكتور عبدالخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان، إن مدينة سانت كاترين مدينة متباعدة الأطراف، ويجري العمل في 14 مشروعًا متنوعًا، بين مشروعات خدمية وإقامة سياحية وبنية أساسية للكثير من الأغراض، والهدف من تطوير منطقة سانت كاترين، يرجع إلى قدسية المكان والطبيعة البكر والمجتمع المحلي.
قِبلة للسياح
في هذا الصدد، قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن المشروعات التي تُجرى في منطقة سانت كاترين ستحولها إلى قِبلة للسياح من شتى بقاع العالم، خاصة أنها تتميز بوجود رموز تمثل الأديان الثلاثة فى مكان واحد ولها قيمة روحانية لدى كل الأديان.
وأوضح ريحان، في تصريحات لـ"الدستور"، أن التطوير تضمن رفع كفاءة وإعادة فهرسة المخطوطات وتنظيم قاعات المكتبة وتوفير كل وسائل الحماية للمخطوطات ومنها عمل أغلفة تقاوم الحرائق والمياه الناتجة عن السيول وترميم فسيفساء التجلي، أقدم وأجمل فسيفساء فى العالم بكنيسة التجلي والتي تعود إلى القرن السادس الميلادي.
وأضاف، أن التطوير سيشمل توفير سيارات كهربائية صغيرة Golf cars لنقل الزوار من منطقة انتظار السيارات إلى الدير، إلى جانب وجود طريق للمشاة وطريق للجمال كوسيلة انتقال إلى الدير والدخول إلى المنطقة عبر أبواب منزلقة وليست كهربائية.
وأشار إلى وجود بازارات لبيع المنتجات السيناوية والأعشاب الطبية وتوفير لافتات إرشادية وسلال قمامة وعمال نظافة بالموقع، ولن يتم السماح بإنشاء مقاهٍ أو كافيتريات بالموقع، ويمكن السماح للقرية البدوية بممارسة هذا النشاط داخل القرية.
تطوير البنية التحتية
وأوضح ريحان، أن هذا يتم إلى جانب تطوير البنية التحتية من شبكة مياه وكهرباء وطرق وتطوير مطار كاترين لاستقبال الرحلات ليلًا ونهارًا، حيث كانت الرحلات صباحية فقط، فضلًا عن تنفيذ مشاريع لدرء أخطار السيول بمحيط مدينة سانت كاترين وتحويل مساراتها للاستفادة منها كمصادر مياه عذبة.
وذكر خبير الآثار، أن التطوير سيشمل طريق وادي حبران دير سانت كاترين، وهو طريق تاريخي حيث عبره نبي الله، موسى (عليه السلام)، إلى جبل الشريعة بالوادي المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين.
وشمل مشروع التطوير تغيير مسار الزيارة التقليدي من البوابة بالجدار الشمالي الغربي إلى الباب القديم بالجدار الشمالي الشرقي والمعروف بباب الحجاج، وكان يدخل منه الحجاج قديمًا بعد نزولهم من جبل موسى ليأخذ الزوار خط سير الحجاج قديمًا إلى الوادى المقدس الذي يضم شجرة العليقة وبئر موسى وكنيسة العليقة المقدسة ثم يتجهون إلى كنيسة التجلي ثم باقي منشآت الدير.
وأصبح الباب القديم بالجدار الشمالي الغربي مخصصًا للزيارات الرسمية وتم تزويد المسار الجديد بالخدمات وبازار لبيع الهدايا المتعلقة بالدير.
مصدر دخل إضافي
وعلى الجانب الاقتصادي، يرى الدكتور مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن السياحة من أهم مصادر الدخل للاقتصاد القومي، ولذلك أي تطوير تشهده أي منطقة وخاصة مثل منطقة سانت كاترين فهو يمثل مصدر جذب هائل للسياحة وما يعود به على الاقتصاد.
وأوضح أبوزيد، في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذا التطوير الذي تشهده المنطقة سيكون له دور في تنشيط العديد من الصناعات المرتبطة بقطاع السياحة سواء داخل المنطقة أو خارجها، خاصة بعد جهود الدولة في تأمين لقاحات فيروس كورونا المستجد لمواطنيها والعاملين بكافة القطاعات، الأمر الذي يسهم في زيادة حركة السياحة بشكل تدريجي منذ أزمة فيروس كورونا.
ويهدف التطوير خارج أسوار الدير، الحفاظ على حرم الدير طبقًا للقرار رقم 508 لسنة 1997، ويضم أربع مناطق تشمل جبل موسى وحديقة الدير؛ لتصبح مزارًا خاصًا لما تتمتع به من أشجار نادرة وثلاث آبار وثلاث عيون تاريخية ومنحل عسل ومعصرة زيتون وكانت ضمن المعايير التي سجلت منطقة سانت كاترين تراث عالمي باليونسكو 2002، وكذلك دراسة المخاطر البيئية من الزلازل والسيول وكيفية مواجهتها.