خطة لمضاعفة مكاسب «إيديكس»
بعد تفقدي معرض إيديكس، الذي تشرفت بالحصول على دعوة لزيارته، شعرت بحالة من الفخر. التنظيم الرائع، وتنوع وقوة معروضات المشاركين في المعرض، جنبًا إلى جنب مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية من حيث اتساع المكان أو تعقيمه، كل ذلك جعلني سعيدًا حقًا بما لمسته، وطرح بداخلى طموحًا.. هل يمكن استلهام تجربة إيديكس في معارض مصرية أخرى؟
رأيت في "إيديكس" شتى أساليب العرض، استخدمتها 18 دولة، ما بين المصغرات والنماذج الفعلية، ومختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما لمست اهتمامًا غير مسبوق من الشباب للتعرف على منتجات جناح مصر والدول الأخرى، وشغفهم الواسع - وأنا منهم - بأخذ اللقطات التذكارية، ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في لحظات فخر مليئة بالثقة والتفاؤل.
كل ذلك جعلني أفكر.. لماذا لا تقيم مصر معارض في شتى المجالات؟
تلقت مصر منذ ثورة 30 يونيو مختلف الإشادات على تطورها وتعاملها الرائع مع الأزمات، بداية من احتفاء منظمة اليونسكو بتجربة تطوير التعليم، مرورًا بإشادة منظمة الصحة بتجربة مصر في التعامل مع فيروس كورونا والقضاء على فيروس سي، واحتفاء منظمة الأمم المتحدة بتجربة مصر الإصلاحية، واعتبارها نموذجًا رائدًا في إفريقيا.
وإلى جانب ذلك أيضًا، أشادت المفوضة الأوروبية بتجربة إنشاء "بيت العائلة المصرية" مثمنة اهتمام القيادة السياسية بالجالية في الخارج، فيما احتفى البنك الدولي بتجربة مصر العمرانية في مجال الإسكان، سواء لمحدودي أو متوسطي الدخل، انطلاقًا من المخطط الاستراتيجي القومي لمصر 2052، إلى جانب عدد من الأرقام القياسية سجلتها مصر بمختلف المجالات.
عدت بذاكرتي الصحفية لأتذكر مراسم التكريم المتعددة، ما دفعني للتفكير: لماذا لا تدشن مصر معرضًا لكل مجال على حدة، بنفس إمكانات وقدرات تنظيم معرض إيديكس 2021، تستعرض فيه نماذج من قوتها ونهضتها وحداثتها، وتمنح الدول الأخرى القدرة على استعراض إمكاناتها، بما يحقق التكامل ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الدول في شتى المجالات، ويمنح العارضين فرصة للتوسع، وأخيرًا، وعلى نفس الأهمية؛ يعطي المواطنين والزائرين، على حد سواء، دافعًا لاستشعار قوة القاهرة الضاربة وإمكاناتها الهائلة؟
على سبيل المثال، يمكن لمصر أن تبدأ من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ففى اللحظة الحالية أتمت مصر جزءًا كبيرًا من المشروع، وهو ما يمكن عرضه في معرض كبير يشمل مصغرات للصحراء، كيف كانت وكيف أصبحت الآن؟ بما تحويه من أبنية عملاقة، سواء كانت دينية أو تعليمية أو خدمية أو مقار الوزارات أو أماكن ترفيهية، إضافة إلى وسائل التنقل الحديثة التي تصلها بكل أنحاء البلاد.
ويمكن أن يمتد ذلك لاحقًا ليصبح فيما بعد معرضًا للنقل، بداية من شبكات الطرق الواسعة التي دشنتها مصر، بما تتضمنها من وسائل نقل قديمة تم تطويرها مثل الأتوبيسات العامة التي أصبحت مكيفة وبها نقاط اتصال بالإنترنت، مرورًا بالخطوط الجديدة لمترو الأنفاق، والقطار الكهربائي والمونوريل، وانتهاءً بمشروع القطار السريع الذي يجري إنشاؤه بواسطة شركة "سيمنس" الألمانية في مصر.
هكذا نكون قد دشنا مشروعين لمعارض مصرية صميمة، بأيادٍ مصرية، تستعرض الجهود المصرية، وتجسد عظمة أم الدنيا. لكن ذلك نقطة في بحر، فمشروع "حياة كريمة" بذاته يستحق معرضًا كذلك، والمدن الجديدة التي تم إنشاؤها على الصحراء تستحق عدة معارض وليس معرضًا واحدًا، ومشروع تطوير التعليم يستحق كذلك معرضًا، ومحطات معالجة المياه، وتأهيل وتبطين الترع، وهلم جرا.