تقرير ألماني يكشف كيف اخترقت جماعة الإخوان الاتحاد الأوروبي

رصدت مجلة " Tichys Einblick" الألمانية، كيف اخترقت جماعة الإخوان الاتحاد الأوروبي، تحقيقا لهدفها المتمثل في زعزعة استقرار أوروبا، ونشر قواعد الإسلام السياسي المتطرف في أوروبا وبشكل قانوني تماما. 

 وأوضحت المجلة أن هذه هي الاستراتيجية التي دعا إليها الأب الروحي للجماعة يوسف القرضاوي، حينما قال "من الضروري لحركتنا الإسلامية أن يكون لها تأثير في تلك المجتمعات ذات الأهمية العالمية و هذا شرط أساسي للدفاع عن الإسلام"، وهي الاستراتيجية التي تحاول الجماعة تحقيقها في برلمان الاتحاد الأوروبي.

ووفقا للمجلة الالمانية فإن الاتحاد الأوروبي يدعم الكثير من القضايا والأحداث التي ترعاها الجماعة في بروكسل وستراسبورج، فضلا عن دعم الاتحاد الأوروبي لعدد كبير من المنظمات الاسلامية التابعة لجماعة الإخوان، مؤكدة أن الجماعة بات لها وجود وتأثير كبيرا في هاتين المدينتين.
 

- شباب جماعة الإخوان في برلمان الاتحاد الأوروبي

تحدثت المجلة عن استضافة برلمان الاتحاد الأوروبي عددا من شباب الجماعة كمتحدثين من  منتدى الشباب والمنظمات الطلابية الاوروبية المسلمة"، (FEMYSO) في إطار "مؤتمر مستقبل أوروبا"، الذي ينظمه البرلمان الأوروبي، والذي يهدف لجمع الشباب في أوروبا  معًا.

ونددت المجلة الألمانية، بالسماح لأعضاء هذه المنظمة الاخوانية بالتحدث داخل أروقة البرلمان الأوروبي عن الإسلاموفوبيا، وكيف وقف البرلمان الأوروبي للتصفيق الحاد لهم

وأضافت أن السماح  بجلوس عناصر الإخوان المسلمين في برلمان الاتحاد الأوروبي، ينبغي أن يدق ناقوس الخطر في جميع أنحاء أوروبا حول كيفية حصول المنظمات الإخوانية  على نفوذها في برلمان الاتحاد الأوروبي؟ وكيف يسمح لرجال الجماعة التحدث في بروكسل بل وتلقي أموالًا من الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا .

- تحقيق مجلة ماريان الفرنسية 

وسلطت المجلة الألمانية الضوء على التحقيق الأخير الذي أجرته صحيفة ماريان الفرنسية والذي كشف عن تبعية منظمة  "FEMYSO "، لجماعة الاخوان وكيف تلقت هذه المنظمة الاخوانية عشرات الآلاف من اليورو من قبل الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

كما منحت مفوضية الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن 36.5 مليون يورو من 2014 إلى 2019، للجمعيات "المرتبطة بحركة الإسلام االسياسي" بشكل عام.

- شبكة الإخوان المسلمين الأوروبية

بدأت منظمة "FEMYSO" من قبل إبراهيم الزيات، أهم  رجال الإخوان في ألمانيا وأوروبا، والذي وصفه هارتويج مولر، الرئيس السابق لحماية الدستور في ولاية شمال الراين وستفاليا، بأنه "عنكبوت في شبكة المنظمات الإسلامية".

و يدعي "الزيات" عدم ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، و من ناحية أخرى ، وصف زعيم جماعة الإخوان المسلمين آنذاك محمد مهدي عاكف، ؟"الزيات" في مقابلة بأنه "زعيم الإخوان المسلمين في ألمانيا" و يصف مكتب حماية الدستور "FEMYSO" بأنها منظمة شاملة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ضمن  المنظمات الخاضعة لها منظمة "الشباب المسلم في ألمانيا" (MJD)، الذي تم تأسيسها كمنظمة شبابية من قبل "الجالية المسلمة الألمانية" (DMG)، والتي بدورها وفقًا للمكتب الفيدرالي لحماية الدستور"أهم تنظيم مركزي لأنصار الإخوان المسلمين في ألمانيا".

- الجماعة تهدف لترسيخ الإسلام السياسي المتطرف  في جميع أنحاء العالم

وتابعت المجلة الالمانية، هدف جماعة الإخوان المسلمين هو ترسيخ الإسلام السياسي المتطرف  في جميع أنحاء العالم، وبالفعل تعمل المنظمة الارهابية على تحقيق هذا الهدف من وقت مبكر حينما اخترقت  العديد من النوادي والمنظمات في أوروبا واختارت FEMYSO مقرها الرئيسي في بروكسل على وجه التحديد و يفترض مكتب حماية دستور  بادن فورتمبيرغ  في عام (2020) أن "FEMYSO وفروعها الوطنية مراكز لتخريج قادة إخوان المسلمين الشباب  في أوروبا".

وعن "الزيات" تابعت المجلة الألمانية، كان  رئيس "FEMYSO" السابق، وأصبح مليونيراً من خلال التجارة في قطع أراضي المساجد حتى يومنا هذا، وعندما جاء كبار رجال الجماعة مثل سعيد رمضان ، صهر مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، إلى أوروبا في الخمسينيات من القرن الماضي، بدؤوا سويا في  إنشاء شبكة على مستوى أوروبا في عام 1997، وأسس الأب الروحي للجماعة، "يوسف القرضاوي "المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (ECFR)" في لندن التي لها روابط مع المنظمة الأوروبية الجامعة "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" (FIOE) ، التي تأسست في عام 1989 والتي بدورها تتعاون مع FEMYSO .

- سيطرة الاخوان على الاتحاد الأوروبي

وفقا للمجلة الالمانية فأن  شبكة الإخوان المسلمين قد اكتسبت تأثيرًا قويًا في برلمان الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا من خلال التحدث عن  قضايا مثل "مناهضة التمييز" و "التنوع" و "الإسلاموفوبيا" وهو مصطلح يتهم كل من ينتقد جماعة الإخوان وجماعات الإسلام المتطرف بأنه عنصري ومعاد للاسلام و يعاني من رهاب الإسلام.

وتابعت المجلة  أنه في عام 2015، أنشأت مفوضية الاتحاد الأوروبي بشكل خاص منصبًا منسقًا "لمكافحة الكراهية ضد المسلمين"  حيث تم تعيين ديفيد فريجيري منسقًا  لمكافحة الكراهية ضد المسلمين الذي عمل  طويلاً مع جماعة الإخوان .

وفي عام 2019، عُقدت ورشة عمل حول "العنصرية ضد المسلمين" في مدريد، برعاية منسق مكافحة الكراهية ضد المسلمين، بالاشتراك مع الحكومة الإسبانية، وكان من المتحدثين منظمة "FEMYSO"،  وموظفو من "EFOMW" بالإضافة إلى الخبير السياسي المثير للجدل للغاية ومحرر "تقارير الإسلاموفوبيا" فريد حافظ ، المتهم أيضًا بأنه قريب من جماعة الإخوان المسلمين.

 كما سمح الاتحاد الأوروبي  لـ "FEMYSO" بالمشاركة في حلقة نقاش في برلمان الاتحاد الأوروبي في عام 2019 لمناقشة مناهضة العنصرية والتنوع، و سُمح لـ "FEMYO" بالمشاركة في "المنتدى العالمي للديمقراطية" الذي نظمه مجلس أوروبا في ستراسبورغ.

ويوجد في برلمان الاتحاد الأوروبي مجموعة "مناهضة العنصرية والتنوع" (ARDI)، وهي مجموعة متعددة الفصائل من أعضاء البرلمان والتي تعمل مع جماعة الإخوان حيث تمثل هذه الجماعة الباب الرئيسي لدخول الإخوان للاتحاد الأوروبي.

ومنذ عام 2016 على الأقل ، ظهر عدد  كبير  من نواب الاتحاد الأوروبي من مجموعة ARDI كمتحدثين في الأحداث التي نظمتها "FEMYSO" و "المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة" (EFOMW) ، والتي تعد أيضًا جزءًا من شبكة الإخوان المسلمين تحت ستار النسوية المسلمة.

- المفوضية الأوروبية نظمت مائدة مستديرة مع منظمات قريبة من "الإخوان"

 وأوضحت المجلة أنه في عام 2016 ، نظمت المفوضية الأوروبية "مائدة مستديرة" مع منظمات قريبة من جماعة الإخوان المسلمين، و في مارس 2016 ، تم تنظيم حدث "نساء ضد الإسلاموفوبيا" في بروكسل من قبل "EFOMW"، بالتعاون مع "FEMYSO"، و MEP Soraya" Post" السويدية و شارك أربعة أعضاء في البرلمان الأوروبي، بما في ذلك ثلاثة من Intergroup ARDI، بالإضافة إلى "منسق مفوضية الاتحاد الأوروبي للكراهية المعادية للمسلمين" آنذاك، ديفيد فريجيري، كمتحدثين. 

 وقالت أنه في غضون ذلك، يقام "اليوم الأوروبي ضد الإسلاموفوبيا" في الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام ، وهو اليوم الذي نشأ من خلال جهود الضغط التي يقوم بها رجال الاخوان و تدعم مجموعة ARDI من أعضاء البرلمان الأوروبي هذا اليوم بشكل كبير من خلال تنظيم الحدث المرتبط "الحديث عن الإسلاموفوبيا الجنساني في أوروبا" مع FEMYSO.

وتابعت هناك أيضًا يوم "استقبال العيد الافتراضي الأوروبي" برعاية "ARDI"، والذي يتم تنظيمه بالاشتراك مع FEMYSO و EFOMW، ومع "Collectif Contre l'Islamophobie en Brussels" (CCIB)، فرع من CCIF وهي المنظمة المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين" 

و يرعى الاتحاد الأوروبي "تحالف CLAIM ضد الإسلاموفوبيا وعداء المسلمين"، وهي منظمة لها صلات بهياكل إسلامية قريبة من جماعة الإخوان المسلمين وتسجل  CLAIM الهجمات وحملات التمييز ضد المسلمين من خلال "I Report" وهذا يعني أن المنظمات الإسلامية المزعومة تعمل الآن كبوابات إبلاغ ذات سمعة طيبة نيابة عن برلمان الاتحاد الأوروبي.

وأشارت إلى أنه يبدو أن الاتحاد الأوروبي يروج لشبكة الإخوان المسلمين الضخمة، بكل استراتيجياتها و كما تشارك جمعية "INSSAN" ومقرها ألمانيا في تطوير "I Report" .

ووفقا للمجلة الالمانية فقد أصبح الاتحاد الأوروبي مروجًا للدعاية، لاسيما وان كل الجمعيات التي يرعاها الاتحاد الاوربي باستضافة ممثليها او دعمها ماليا، لها نفس النمط إنها تتظاهر بأنها مناهضة للعنصرية، وتعترف بمفهوم الإسلاموفوبيا، وتعمل ضد قانون الحيادية، وتستقطب بشكل أساسي السياسيين اليساريين وأعضاء البرلمان ووفقا للمجلة الالمانية، تعمل هذه الإستراتيجية بنجاح متزايد و بالإضافة إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا، هناك أيضًا وزارات ومؤسسات فيدرالية ألمانية تابعة لها أو تم اختراقها جزئيًا.