بعد انطلاق «أوميكرون» منها.. أين وصلت جرعات لقاح كورونا في جنوب إفريقيا؟
أصبح التحور الجديد لفيروس كورونا المستجد "أوميكرون" هو حديث العالم في الوقت الحالي، لاسيما بعدما صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه فيروس أشد فتكًا من كورونا، وبات الحديث الآن عن ضرورة وجود لقاح ضده، بعدما كان العالم يسعى لتلقيح أكبر عدد من المواطنين في كل الدول ضد كوفيد-19.
انطلق التحور الجديد من جنوب إفريقيا وتحديدًا في 7 دول منها، أدت إلى دفع بعض الدول لحظر الطيران من وإلى تلك الدول، تجنبًا لانتشار العدوى من المحاور الجديد، ولجأت بعض الدول الأخرى إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية.
وبالنظر إلى الأرقام الرسمية التي تدل على جرعات لقاح كورونا المستخدمة في الدول الواقعة بجنوب القارة الإفريقية نجد أنها من معدلات الجرعات على مستوى العالم، إذ استخدمت تلك الدول جرعات تلقيح أقل لمواطنيها مقارنة بدول وقارات أخرى مثل أوروبا وشمال وجنوب أمريكا.
و رصدت "الدستور" من خلال البيانات الرسمية عدد الجرعات التي تم إرسالها إلى الدول الواقعة في جنوب قارة الإفريقية، التي خرج المتحور منها وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حتى يتضح حجم المواجهة التي قامت بها تلك الدول تجاه فيروس كورونا قبل ظهور متحور "أوميكرون".
في البداية، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن من بين 66 مليون جرعة كان من المفترض أن يتم إرسالها إلى إفريقيا بموجب "مبادرة كوفاكس" خلال مايو الماضي، لم يتم تسليم سوى 19 مليون لقاح.
كما تتضح قلة عدد اللقاحات التي استخدمتها الدول الأفريقية عمومًا في الدعوة التي خرجت سفراء لمنظمة اليونيسف أفريقيا دول مجموعة العشرين إلى التبرع باللقاحات لمرفق كوفاكس قبل نهاية العام في أكتوبر الماضي وتحدبدًا قبيل اجتماعها في روما.
وأوضحت في دعواها أن هناك تحليل تم إجراؤه يوضح أن الدول الغنية تلقت جرعات من اللقاح لكورونا للفرد الواحد أكثر بمقدار 15 مرة عن الفرد في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كاشفة عن أن هناك عدم مساواة في توزيع اللقاحات وتحصين الأفراد بين البلدان مرتفعة الدخل والبلدان منخفضة الدخل، لا سيّما في أفريقيا.
وبحسب التحليل فإن دول مجموعة العشرين تلقت جرعات لقاح كورونا تزيد بمقدار 15 مرة عن البلدان الواقعة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأن اللقاحات التي تُقدّم للفرد في دول مجموعة العشرين أعلى بمقدار 15 مرة من الجرعات المقدمة للفرد في البلدان منخفضة الدخل، وأعلى بثلاث مرات من الجرعات المقدمة للفرد في جميع البلدان الأخرى مجتمعة.
وبحسب دراسة أخرى أجرتها شركة التحليلات العلمية Airfinity، فإن أقل من 5٪ من السكان الأفارقة تلقوا جرعات كاملة من التطعيم، مما يجعل العديد من البلدان عرضة لتفشي المرض وتحوراته القوية.
وأعلنت الصحة العالمية في ذلك التوقيت أنها لديها بيانات موثوقة عن 52 من أصل 54 دولة إفريقية - لم تقدم إريتريا إحصاءات، وتنزانيا قدمت فقط أرقاماً جزئية - حوالي نصفهم قاموا بتطعيم أقل من 3% من سكانهم، بما في ذلك العديد من الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان، مثل نيجيريا والكونغو وكينيا وأوغندا.
وانعكس ذلك الأمر على الوفيات التي حدثت في إفريقيا جراء فيروس كورونا، إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنه توفي ما بين 80,000 إلى 180,000 من العاملين الصحيين عالميا، وتم تطعيم أقل من 1 من بين 19 من العاملين الصحيين في إفريقيا بشكل كامل، وأصيب أكثر من 128,000 منهم بالفيروس.
ونوهت منظمة الصحة العالمية بأن الرقم قد يكون أضخم بكثير بسبب قلة الاختبارات إذ أنه تم اكتشاف إصابة واحدة فقط من بين كل سبع إصابات بالفيروس في أفريقيا، بسبب محدودية الاختبارات، مما يعني أن الرقم الحقيقي من المحتمل أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
وفي بيان آخر لمنظمة الصحة العالمية خلال نوفمبر الماضي قالت فيه إن 9 دول إفريقية فقط حققت هدف تطعيم 10% ،من سكانها ضد كورونا بحلول نهاية سبتمبر، وهي إحصائية توضح مدى تأخر القارة عن معدلات التطعيم العالمية.
من بين البلدان التسعة التي حققت الهدف، تلك التي لديها عدد قليل نسبيًا من السكان، بما في ذلك الدول الجزرية كموريشيوس وسيشيل، التي لقحت بالكامل ثلثي سكانها، ولكن بعض الدول مثل تنزانيا وتشاد لم تلقح مواطنيها بعد.