منير القادري يحاضر حول قيم العدل والرحمة والمشترك القيمي الإنساني
بمناسبة في الليلة الرقمية الثمانين، المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال تحت شعار « ليالي الوصال ذكر وفكر»، تناول الدكتور منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورو المتوسطي لدراسة إسلام اليوم، موضوع «قيم العدل والرحمة للإنسان البانية للعمران من أجل المشترك القيمي الإنساني».
استهلها بالإشارة إلى مفهوم «محورية الأخلاق والقيم»، ومفهوم «المشترك» الذي شرحه بأنه يقابل المتفرق والمشتت والممزق في القول والفعل والحركة والسلوك، كما أشار إلى أهمية المفهومين في التأسيس لمشروع إنساني عام يحدد معالم طريق البشرية الحائرة تجاه غاية موحدة وهي الحياة معا في مواطنة كونية تضم الجميع وهو المشروع الإنساني القيمي والأخلاقي.
وأكد على مركزية البعد الروحي في ترسيخ الوعي بالمشترك بين بني البشر وتجاوز ما يفرقهم، وأشار الى أن مصير الإنسان يتوقف دائما على أمرين؛ علاقته بربه وعلاقته بأخيه الإنسان؛ وأن البعد الروحي هو المحور في هاتين العلاقتين.
ولفت إلى أهمية الوعي بالمشترك الذي يقوم على المشاركة التي تعني النِّدِّيَةُ مقابل الهيمنة والسيطرة، مبرزا دوره في تحقيق التلاقي والقبول والتقبل ونبذ الصدام والصراع والتحارب والتكفير المتبادل والكراهية.
وأضاف أن فلسفة الدين تتعامل مع القيم كقوى عليا مستمدة من الله وهي المرجع للوجود كله، وأن الأديان السماوية جاءت كلها لتؤكد حرية الإنسان وكرامته وعزته، وأنها أعلنت حقوقه كلها حيث نادت باستقلاله عن الضغوط التي تزهق أنفاسه وتشعره بالقهر والتسلط والإذلال والمهانة، سواء كانت ضغوطا خارجية أو داخلية تحد من حريته وتفقده التحكم في مبادرته وتحيطه بالأغلال.
وأكد على محورية القيم الروحية في ترسيخ الوعي بالمشترك الإنساني، موردا قولة الفيلسوف اللغوي الأمريكي « ولبر مارشال إيربان» Wilbur Marshall Urban ، الذي عده من من أوائل الباحثين في نظرية القيمة: “ ...إذا ما أردنا أن ننمي وعيا تاريخيا مشتركا فإنه يكون من الضروري لكل طرف أن يستعد لمناقشة أوضاعه بنفسه ونقدها وليتحل بالشجاعة ليتصدى لذلك، ولإنجاح الحوار نحن في حاجة إلى رصيد مشترك من القيم الدينية من أجل بناء مشروع حياة مشتركة تتحقق في نطاق التنوع الثقافي والسلم مرورا بالقيم الإنسانية الواحدة، الدين والحرية والعدالة والحقوق، وحقوق الرحمة”.