«الكشف المبكر».. كيف تحمي الدولة «النشء» في أرحام الأمهات؟
قبل أيام قليلة، أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن فحص مليون و500 ألف سيدة، ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "للعناية بصحة الأم والجنين"، التي تم خُصصت للكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم للجنين، وتوفير العلاج اللازم بالمجان.
كانت قد انطلقت المبادرة الرئاسية في مارس 2020، ضمن حملة "100 مليون صحة"، واستهدفت بشكل خاص الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس "بي" وفيروس نقص المناعة البشري، ومرض الزهري للسيدات الحوامل.
أعربت الحاجة سيدة، إحدى المستفيدات من مبادرة "العناية بصحة الأم والجنين"، والتي تقطن في قرية الكفاح بمحافظة الوادي الجديد، عن سعادتها بما تنجزه الحكومة المصرية في ملف الصحة خلال السنوات الأخيرة، مشيدة بجهود الأطباء في الحفاظ على حياة المواطنين داخل القرى التي كانت تعاني في الماضي من نقص الخدمات الصحية.
وتابعت: "فور معرفتي بالخدمات التي وفرتها المبادرة الرئاسية داخل الوحدات الصحية بقرى الوادي الجديد، توجهت سريعًا إلى الوحدة القريبة من منزلي للكشف عن حالتي الصحية خلال فترة حملي، فقد كنت في الشهر السابع حينها، وعانيت في ذلك الوقت من صعوبة شديدة في التنفس، وارتفاع مستمر في درجة الحرارة، ما جعلني أشعر بالقلق الشديد على تأثر الجنين بمرضي".
وقالت السيدة الخمسينية في حديثها لـ"الدستور"، إنها خضعت للكشف الطبي في اليوم الأول لزيارة الوحدة الصحية التي توافرت بها مبادرة "العناية الصحية للأم والجنين"، وأجريت جميع التحاليل الطبية بالمجان، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم وتحليل السكر، والفحوصات الطبية المتعلقة بالأمراض الأخرى.
تأكدت السيدة من سلامتها الصحية، وأنها لا تعاني من أي مرض مزمن قد يؤثر على صحة الجنين، لكنها تناولت العلاج اللازم للأعراض التي كانت تعاني منها، واستمرت على تواصل مع القافلة الطبية، والحصول على الاستشارات في أي وقت تشعر فيه بالمرض.
اختتمت حديثها موجهة الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقائمين على تنفيذ المبادرة، وجهودهم في متابعة السيدات الحوامل، وحالاتهن الصحية طوال فترة الحمل وبعدها: "أنا عشت 50 سنة وعمري ما شوفت خدمات صحية زي اللي بشوفها دلوقتي".
تشمل المبادرة أيضًا متابعة حالة الأم والمولود لمدة 42 يومًا بعد انتهاء الحمل لاكتشاف عوامل الخطورة على الأم أو المولود، واتخاذ الإجراءات المناسبة إضافةً إلى صرف المغذيات الدقيقة اللازمة في فترة النفاس.
كما تضمن للسيدات المقبلات على الكشف الطبي سرية التحاليل، والاختبار السليم باختيار كواشف بمعايير ذات جودة عالمية، كما تشمل إجراء فحص إكلينيكي لتقييم الحالة العامة للحامل والجنين واكتشاف عوامل الخطورة التي قد تصاحب الحمل، والتطعيم ضد التيتانوس، وقياس الطول، والوزن، وضغط الدم، وإجراء تحاليل متنوعة ولازمة للكشف عن الإصابة بالأنيميا.
أما عن الأماكن المخصصة لتقديم الخدمات الطبية المتعلقة بالمبادرة، فهي تتم داخل جميع الوحدات الصحية والمراكز الطبية، وفي حالة اكتشاف حالات تتطلب إجراء الفحوصات الطبية، تم تخصيص 90 مركزًا للإحالة لفيروس “بي” وفيروس نقص المناعة البشري، بالإضافة إلى 163 مركزًا لإحالة مرضى الزهري على مستوى الجمهورية، كما يتم تحويل الحالات ذات السكر المرتفع بالدم أو المكتشف بها أي عوامل خطورة أخرى لاستكمال التقييم والعلاج بـ 303 مستشفيات تابعة لوزارة الصحة.
وكانت قد نشرت وزارة الصحة والسكان، مواعيد العمل لوحدات مبادرة "العناية بصحة الأم والجنين"، يوميًا من 8 صباحًا حتى 2 ظهرًا، موجهة النصيحة للسيدات الحوامل، بضرورة الاهتمام بصحة أطفالهم منذ فترة الحمل.