مع انطلاق حملة جديدة لطلاب الإعدادية.. كيف قضت الدولة على فيروس «سي»؟
من جديد تستعد الدولة لمعركتها ضد فيروس الكبد الوبائي سي بإطلاق حملة جديدة للكشف المبكر عن فيروس «سي» بين طلاب المدارس بالصف الأول الإعدادي بالمجان للعام الرابع على التوالي، تحت شعار 100 مليون صحة.
يأتي ذلك وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستمرار عمل المبادرة لمدة 5 أعوام على التوالي لطلاب المرحلة الإعدادية، لضمان الحفاظ على خلو مصر من فيروس سي.
تأتي هذه الحملة ضمن خطة أساسية وضعتها القيادة السياسية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على أزمة فيروس سي في مصر بشكل نهائي حيث كانت تحتل المراكز الاول عل مستو العالم في معدل الاصابة.
إحصائيات الإصابة بفيروس سي قبل القضاء عليها
وأظهر مسح لعينة عشوائية أُجري سنة 2008 أن نسبة انتشار المرض في مصر تُقدر بنحو 9.8 في المائة من اجمالي عدد السكان، ووفقًا للدراسات التطبيقية في عام ٢٠١١ كانت النسبة تصل إلى ١٠% من المصابين بفيروس سي وفي ٢٠١٥ كانت تمثل ٧%، وهو ما جعل مصر تصبح من أول وأكثر الدول في العالم ارتفاعًا في الإصابة بهذا الفيروس من عدد المرضى نسبة إلى عدد السكان بها.
وفي عام 2014 انطلقت حملة قومية للقضاء على الفيروس في مصر، مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة وتطبيق منظومة علاجية جديدة تعتمد على تقديم طلبات العلاج على الإنترنت، وفي عام 2015 تم الاعتماد على أدوية مثيلة زهيدة الثمن مصنعة في مصر؛ وذلك للقضاء على مرض التهاب الكبد "سي" في مصر عام 2020.
مشاركة صندوق تحيا مصر
في يوليو ٢٠١٦ أطلق صندوق تحيا مصر حملة قومية للقضاء على فيروس سي بالأقصر من خلال عدة قوافل، ثم أقام الصندوق بالشراكة مع وزارة الصحة أول مركز لعلاج أمراض الكبد وفيروس سي بالأقصر، لتحقيق إستراتيجية الصندوق في القضاء علي فيرس سي والوصول بمصر إلى المستويات العالمية في نسب الإصابة.
وكان الهدف من المركز علاج 12 ألف مريض، والقيام بحملات التوعية وتقديم كافة خدماته من تحاليل وفحوصات وعلاج بالمجان، للوصول بمحافظة الأقصر لمحافظة خالية من فيروس سي.
وبمساعدة الصندوق ومنظمات المجتمع المدني زاد وصل عدد هذه المراكز لعلاج فيروس سي إلى 164 مركز على مستوى الجمهورية، وكذلك وصل عدد المنافذ للعلاج ضمن التأمين الصحي إلى 84 منفذ.
حملة ١٠٠ مليون صحة
نعود بالزمن إلى ٣٠ سبتمبر ٢٠١٨ وهو التاريخ الذي أطلقت فيه الحكومة مبادرة الرئيس السيسي للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية تحت شعار "100 مليون صحة".
وكان إجمالي تكلفة المبادرة للقضاء على فيروس سي والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية حوالي 4 مليارات جنيه، من بينهم 2.5 مليارات جنيه تكلفة المسح و1.5 مليار جنيه تكلفة العلاج.
استهدفت المبادرة الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي) إلى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقى العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية، وذلك بهدف التوصل إلى مصر خالية من فيروس سى بحلول عام 2020.
إشادة منظمة الصحة العالمية
وفي بيان لمنظمة الصحة العالمية في يوليو ٢٠١٩ أنه خلال العامين ٢٠١٨ و٢٠١٩ تم إجراء أكبر مسح لفيروس سي والأمراض غير السارية ضمن حملة المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة، وأنه خلال 7 شهور تم مسح حوالي 58 مليون مواطن، واكتشاف حوالي 2.2 مليون مصري متعايش مع فيروس سي، وقد تم علاج حوالي 3 ملايين مصاب منذ عام 2014 من أصل حوالي 4.5 مليون متعايش مع فيروس سي تم اكتشافهم.
الانجاز الأعظم في عام ٢٠٢٠
وعن هذا الإنجاز لحملة ١٠٠ مليون صحة يقول الدكتور محمد عز، استاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض، إن الحملة استطاعت أن تقضي على المرض الذي ظل الأول والأخطر في مصر لسنوات، بل ونجحت مصر في إعلان خلوها من فيروس سي في العام الماضي ٢٠٢٠ رغم أن الصحة العالمية كانت وضعت هذا الهدف بحلول عام ٢٠٣٠.
وأوضح عز العرب، في تصريحات لـ"الدستور"، أن نجاح حملة ١٠٠ مليون صحة الأضخم والأنجح في التاريخ للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية من خلال الكشف وإجراء المسح على هذا العدد الهائل من المواطنين، يمثل إنجاز هائل لأننا وفرت الامكانيات للكشف السريع على ٦٠ مليون لاكتشاف فيروس سي وإعطاء العلاج للمصاب بالمجان.
اعتمدت الحملة خلال عملها على مدار السنوات الماضية على ٥٠٠٠ مركز فحص على مستوى الجمهورية يضم كل مركز ٤ أفراد طبيب وممرض أو صيدلي ومدخل بيانات، وتم استغلال العربات المتنقلة ودور العبادة والميادين لفحص المواطنين بهدف القضاء على فيروس سي.