خطوط تطرح النسخة العربية لــ«ملك العالم» و«تأملات فى المسألة اليهودية»
صدرت حديثا عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، النسخة العربية لكتاب "ملك العالم"، من تأليف رينيه جينون وترجمة لطيف شنهي.
والكتاب يتناول موضوع الأديان المقارنة، وفيه يناقش مؤلفه مفهوم "التقليد البدئي"، باعتباره أصل كلّ التقاليد الدينية في العالم، التي مهما اختلفت في الظّاهر، فإنّها تسعى إلى الحقيقة نفسها، أي إلى هذا الهدف النّهائيّ من الوجود البشريّ المتمثّل في التّوحيد وإدراك ماهية الهويّة المتعالية التي تتحكّم في مصيره والتي تضبط إيقاع مختلف أطوار حياته، وترمي إلى بلوغ هذه الحالة الرّوحيّة الأصليّة التي فقدها الانسان باستبعاده من "الفردوس" أو أرض "بارديش" السّنسكريتيّة، وظلّ يبحث عنها مستعينا بمعارف منزّلة أو بتعاليم روحيّة خاصّة.
ويشير أيضا رينيه جينون، في كتابه "ملك العالم"، إلى هذا "الملك" الغامض الذي يرعى الشّئون الرّوحيّة للبشر، ويحتفظ بهذا "التّقليد" في الأرض التي يتعذّر على العاديّين بلوغها. وتُعتبر هذه الأرض مستودعا عالميّا للمعرفة المتعالية والقوى الخارقة للطّبيعة. يسودها السّلام وتنتفي عنها كلّ مظاهر العنف. ولم يمنع غموض وضعيّة هذه الأرض بروزَ مقاربات مختلفة تربط بينها وبين مدن أخرى ذات طابع مقدّس من قبيل "لاسّا"، مركز "اللاميّة"، أو "روما" أو "القدس" أو "مكّة". ولا شكّ في أنّ ظهور هذه المدن في أحقاب تاريخيّة معيّنة وطبيعة المواقع التي أقيمت عليها لا يمكن أن يكون أمرا اعتباطيّا، بل أمرا محدّدا بقوانين دقيقة جدّا، جعلت منها مراكز مهمّة سيّرت الشّأن الرّوحيّ للبشر في مناطق واسعة من الأرض.
ــ تأملات في المسألة اليهودية للدكتور حاتم الجوهري
في سياق متصل، يصدر قريبا عن نفس الدار، الترجمة العربية لكتاب "تأملات في المسألة اليهودية"، للمفكر الفرنسي جان بول سارتر، والتي أنجزها الدكتور حاتم الجوهري، المشرف على المركز العلمي للترجمة بالهيئة العامة للكتاب، وأستاذ النقد الأدبي والدراسات العبرية المنتدب بالجامعات المصرية.
وكان كتاب "تأملات في المسألة اليهودية"، قد صدر من قبل عن دار روافد للنشر والتوزيع، وحصل عنه دكتور حاتم الجوهري في عام صدوره لأول مرة، علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2016.
ويشير "الجوهري" في مقدمة ترجمته لكتاب "تأملات في المسألة اليهودية" إلي: جان بول سارتر هو فيلسوف الوجودية الفرنسي الشهير، الذي شغل الدنيا بمواقفه دفاعا عن الفردية والذاتية والحرية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وانكب العالم أجمع -ومعه المكتبة العربية- على متابعة ما يكتبه وترجمته ودرسه والالتفاف حوله أول بأول، خاصة أن لسارتر مواقف مشهورة عربيا في حرب الجزائر مثلا، وفي زيارته لمصر في فترة حكم جمال عبد الناصر.
في وسط كل هذا الزخم حول الرجل؛ يكاد يكون من المستحيل أن تكون المكتبة العربية قد سقط منها ترجمة أحد كتب سارتر، ولا يمكن أن يكون المثقفين العرب الذين كانت قبلتهم -القرن الماضي- في باريس مدينة النور قد تجاهلوا مثل هذا الكتاب، ولا تناسته عمدا كل أقسام اللغات الفرنسية في جامعتنا العربية على مدار عقود خلت.
هذه هي المفاجاة التي يقدمها لكم في هذا الكتاب لمؤلفه جان بول سارتر؛ والذي لم يترجم للعربية طيلة ما يقرب السبعين عاما، بعد أن صدر في أربعينيات القرن الماضي، فما بالكم والكتاب يتحدث عن "المسألة اليهودية"، والصهيونية، وعلاقة ذلك بفلسفة سارتر الوجودية.