في الذكرى الثامنة.. سجل بطولات الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني
العقيد محمد مبروك ضابط شرطة مصري، بقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وكان الضابط المسؤول عن ملف جماعة الإخوان الإرهابية أثناء عمله في جهاز أمن الدولة، وكان المسؤول عن ملف قضية التخابر التي اتهم فيها مسؤولين سابقين وقيادات من ضمنهم الجاسوس محمد مرسي.
وكان العقيد الشهيد محمد مبروك الشاهد الرئيسي في قضية التخابر، وساهم خلال عمله في إلقاء القبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان منهم المرشد العام في أعقاب ثورة 30 يونيو وإطاحة الشعب المصري بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، آنذاك حملت جماعة الإخوان الإرهابية السلاح وحاكت المؤامرات لإسقاط الدولة، وأصدرت قوائم الاغتيالات لعدة أهداف بينها إرهاب المصريين معنويًا وإسقاط الأجهزة الوطنية التي تحمي الدولة المصرية وتتصدى لأعدائها.
وكان اغتيال الشهيد محمد مبروك أولوية بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية لنشر الإحباط بين زملائه وإثنائهم عن مواصلة التصدي لمخططات الجماعة الإرهابية وأعوانها في الداخل والخارج، كما أن العملية الإرهابية الخسيسة جلبت لعناصر الجماعة الإرهابية تمويل ضخم مكافأة عن إراقة دماء الشهيد الذكية.
ولكن تعامل المصريين مع اغتيال الشهيد محمد مبروك كان بمثابة ملحمة وطنية متكاملة الأركان، إذ استمر زملائه في قطاع الأمن الوطني بمواصلة دورهم في التصدي لجميع المؤامرات ونجحوا في الثأر للشهيد محمد مبروك ولجميع شهداء الوطن الذين حررت دمائهم مصر والأمة العربية من أهل الشر، وأصبح الشهيد محمد مبروك أيقونة شجاعة للشعب المصري.
ذكرى استشهاد العقيد محمد مبروك
وفي مثل هذا اليوم الموافق 17 نوفمبر من عام 2013 استشهد المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني، برصاص غدر جماعة الإخوان الإرهابية، ووشاية من ضابط مدمن مخدرات خان وطنه وعمله وبدلته العسكرية مقابل مبلغ مالي أفصح مقابله عن معلومات الشهيد محمد مبروك الذي وضعته جماعة الإخوان الإرهابية على رأس قائمة الاغتيالات منذ سقوط حكم المرشد عام 2013.
مع حلول التاسعة والنصف مساء يوم 17 نوفمبر 2013، وبينما كان البطل مبروك يستقل سيارته بشارع نجاتي في مدينة نصر متوجهًا من مسكنه إلى عمله، لاحقته مجموعة من المسلحين الملثمين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، وأطلقوا وابلًا من النيران عليه، لتفيض روحه الطاهرة إلى بارئها.
وفى 18 نوفمبر، ودعت مصر الشهيد المقدم محمد مبروك، وسط جنازة عسكرية وشعبية مهيبة وودع المصريون الشهيد بأكاليل الورود والموسيقى العسكرية والنعش الملفوف بعلم مصر.
وارتبط اسم الشهيد محمد مبروك، بالعديد من الملفات الهامة والأحداث التي وقعت في البلاد في أعقاب 25 يناير 2011، حيث كان الضابط المسؤول عن ملف قضية التخابر ضد الوطن واقتحام السجون، والتي كان المتهم بها المعزول محمد مرسي، وعدد من جماعة الإخوان الإرهابية، وكان الشاهد الوحيد بهذه القضية.
السيرة الذاتية للشهيد محمد مبروك
والشهيد المقدم محمد مبروك ولد عام 1974 بالقاهرة، ثم تخرج في كلية الشرطة عام 1995، ثم التحق بجهاز أمن الدولة عام 1997 حتى مايو من عام 2011 ثم نقل إلى جهاز الأمن الوطني بمديرية أمن الجيزة.
وبينما تحل اليوم الذكرى الثامنة لاستشهاد محمد مبروك، فقد لقى والد الشهيد ربه منذ أيام وتحديدًا يوم 14 نوفمبر الجاري، وشيعت جنازته بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة.
وجسدت أحداث الملحمة التاريخية مسلسل الاختيار 2، مشاهد بطولة وعمل والتخطيط لاغتيال العقيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني، وما سبقها من تخطيط الجماعات الإرهابية، لأن تحريات الشهيد محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، لم تكن من دروب الخيال، وإنما تحريات مبنية على أسس قويمة، اتبع فيها الشهيد كل القواعد القانونية السليمة لصحة التحريات، وكان أولها تقنين الإجراءات وتنفيذها بقوة إذن النيابة العامة التي أضافت المشروعية للتحريات وعززتها أمام المحكمة والشعب بل والعالم كله لقدرته على إثبات دموية جماعة الإخوان وخطورتها على جميع الدول وأمن شعوبها.
قضية التخابر
تحريات محمد مبروك في قضية التخابر، جاءت متفقة مع باقي أدلة الدعوى من شهادات الشهود ومن الأدلة الفنية الأخرى التي جاءت متماسكة مترابطة، وأصبحت بمثابة دليلًا قويًا ضد الجاسوس محمد مرسي وجماعته الإرهابية، وإعادتهم إلى السجون التي هربوا منها في أعقاب يناير 2011.
وأكد العقيد محمد مبروك، في صدر محضر تحرياته، أنه بناء على إذن صادر من نيابة أمن الدولة العليا بتاريخ 9 يناير 2011، تمكن من رصد اتصالات المتخابر محمد مرسي مع عضو تنظيم الإخوان أحمد عبد العاطي، الذي كان موجودًا بدولة تركيا، حيث أجرى مرسي مكالمة مع عنصر استخباراتي أجنبي.
تقرير الشهيد محمد مبروك عن تخابر مرسي
وتابع مبروك في تحرياته بقوله إن الإرهابي محمد بديع مرشد الإخوان السابق، التقى قيادات الجماعة خلال لقاءات تم تصويرها في المنيل، لمناقشة دعوة العناصر الشبابية والناشطين السياسيين، لتنظيم تظاهرات بتاريخ 25 يناير 2011، بالتزامن مع الاحتفال السنوي بعيد الشرطة، وملائمة ذلك بتدخل عناصر الجماعة وكوادرها ومشاركتها في التظاهرات، وتوجهات التنظيم الدولي للإخوان الذي يستهدف إشاعة الفوضى في البلاد، وناقشت قيادات الجماعة مخططا لإسقاط الدولة المصرية، وصولًا للاستيلاء على الحكم، بلوغًا لأهداف التنظيم الدولي للإخوان، في طمس الشخصية المصرية وتقسيم مصر سياسيا بعد فشل تقسيمها طائفيًا.
وبعد استشهاد العقيد محمد مبروك وبالتزامن مع محاكمة محمد مرسي وقيادات الجماعة في قضية التخابر مع حركة حماس، تلت المحكمة محضر تحريات الضابط محمد مبروك فى القضية، الذي وثّق فيه خيانتهم للوطن بالأدلة والبراهين والعدل.
الحكم في قضية التخابر
وفي سبتمبر 2019، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة، أحكامًا رادعة بحق المتهمين في القضية، حيث عاقبت الإرهابيين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، وسعد الكتاتني، ومحمد البلتاجي، وسعد الحسيني، وحازم فاروق، ومحيي حامد، وخالد سعد، وخليل أسامة العقيد، وأحمد عبد العاطي، بالسجن المؤبد، لإدانتهم بالتخابر لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد، وإمداد جماعة إرهابية بمعونات.
كما عاقبت المحكمة الإرهابيين عصام الحداد وأيمن علي سيد وأحمد الحكيم بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، وعاقبت محمد رفاعة الطهطاوي وأسعد الشيخة بالسجن 7 سنوات، لكل منهما، وأخيرًا قضت بانقضاء الدعوى الجنائية المقامة ضد الجاسوس محمد مرسي لوفاته.