ما هي أنواع الفكر لدى الإنسان وما أفضلهم؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن هناك 3 أنواع للتفكير، ينتهجهم الإنسان فى الوقت الحالى، أولهم الفكر السطحي وهو الذي ابتلينا به في عصرنا الحاضر؛ حيث ينظر للأشياء من الخارج ويفسرها بطريقة ساذجة ويتعامل مع الأحداث بانطباع وليس بعقل ولا بمعرفة المآل وما تؤول إليه الأشياء فإذا استثير ثار، وإذا أُنكر عليه انهار.. ما هذا؟ هذه تصرفات غير عاقلة لأنها سطحية من الخارج.
وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: "هناك تفكير آخر هو التفكير العميق ويشترك فيه الإنسان مؤمنًا كان أو كافرًا لا يختص بتفكير دون تفكير بل بقدرة وهبها الله للإنسان في ربط المعلومات، والذكاء في حقيقته وفي تعريفه الأصح هو قوة ربط المعلومات، فالإنسان عنده قوة وهبها الله له في ربط المعلومات، والمعلومات تأتيه عن طريق الحواس فيتلقاها ويفكر فيها ويرتب بعضها بعض.. فوق بعض وبجوار بعض فيستنبط من المقدمات النتائج، وهذه القوة هي قوة ربط المعلومات وهي الذكاء فتراها سريعة قوية واضحة عند بعضهم وتراها بعكس ذلك عند بعضهم، و{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ} فترى أحدهم ذكيًا وترى الآخر غبيًا بليدًا لا يستطيع ربط المعلومات ولا استخراج النتائج من المقدمات، هذا تفكير عميق ذكي وترى هذا يحقق كثيرًا من مصالح الدنيا.
وأضاف: "النوع الثالث هو التفكير المستنير، مستنير الألف والسين والتاء بتدخل استنار يعني طلب النور ومستنير يعني طالب للنور يقع عليه يضئ طريقه فهو مضيء مستنير وهو يضيء لغيره الطريق مثل الشمعة تشتعل فتضيء لغيرها الطريق, مستنير وربما يكون التفكير العميق مستنيرًا؟ أو بمعنى أصح ما التفكير المستنير؟ التفكير المستنير لا يصلح أن يكون تفكيرًا سطحيًا، التفكير المستنير يجب أن يكون عميق لكنه ليس فقط عميق يجب أن يكون هناك ضوء.. نور جاء له.. وقع عليه نوره.. ما هذا الضوء؟ {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}.
وأوضح: الذكر.. ذكر الله وربط الأشياء به ومعرفة قضية الكون وغايتها ومعرفة كلام الله وهدايته هذه هي الاستنارة فلو فكرتم بعمق ووصلت إلى أن هذه الورقة التي في الشجر مكونه من اليخضور ومن البلازما ومن الكلوروفورم وكذا إلى آخره تفكير عميق ومفيد ونعمل من الحاجات دي معجون أسنان ليقاوم التسوس.. تفكير عميق ومفيد ولكن كونك أن تربط هذا بالله وترى هذا الكون فتستدل من هذا الأمر الذي قد مكنك الله منه وبه على الله، وكونك قد التزمت بمراد الله في كونه من صلاح الأرض وعدم إفسادها ومن التعمير لا التدمير.