ناشرة البهجة.. «مريم» ترسم الجداريات وتكتشف الموهوبين فى شوارع مطروح (صور)
جُدران صامتة تنطق فنًا بعد أن تلامسها أياديها.. ألوان وأدوات تحملها «مريم» في وجهتها كل مرة، لتُضفي سحرًا من صنيع أيديها، وتترك أثرًا يدب الروح في الجماد الذي كان هُنا قبل أن تقصده أناملها.. رسالة الفتاة الأقصرية الجذور، لا تتوقف عند البهجة التي تنشرها في شوارع المدينة التي تقطنها، لكنها تبحث عن مواهب كامنة في الأطفال الناظرين لرسوماتها، لتُشجعهم على البدء في التعبير عن أنفسهم برسوماتهم.
حالة البهجة التي نشرتها مريم حمزة، لا تتوقف عند حد الجداريات فقط، فالرحلة بدأت منذ سنوات طويلة.. «بدأت الرسم وكان عمري 5 سنوات، ومارست الرسم الأكاديمي في الصف الأول الثانوية.. حاولت التطوير من نفسي بالتعليم الذاتي دون تدريب أو أي مساعدة خارجية، وكان والدي وعائلتي وأصدقائي يدعمونني بقوة.. التحقت بكلية التربية النوعية قسم الفنون جامعة مطروح.. حاولت إثبات نفسي، وعمل شغل خارجي وأن يكون ليّ اسم، وكانت وجهتي هي رسم الجداريات، خاصة وأنه لا يوجد أحد يقوم بهذا الفن في مطروح.. كنت أحاول أن أوفق بين المذاكرة بالكلية وبين العمل.
بدأت الفتاة تخطو أكثر نحو حلمها، فشاركت في العديد من المعارض في جامعتها، وحصلت على شهادات تفوق، ولم تتوقف عن تنمية موهبتها.. «أرسم أكثر من نوع من الرسم، مثل التصوير الزيتي والمائي، والتصميم، وأسس التصميم والنحت، والخزف، والأشغال الفنية، وأشغال الخشب، والمعادن بطبيعة دراستي.. لكن المفضل لديّ رسم البورتريهات والمصغرات والمانديلا والجداريات، وأرسم بأكثر من خامة؛ مثل الرصاص والفحم والزيت والجواش والألوان المائية والأحبار والألوان الخشبية» ـ تقول مريم.
«الرسم بالنسبة ليّ هو الجزء الجميل من الحياة، وهو ما جعلني أحلم وأبدأ تحقيق طموحاتي، وعرفت ما الذي أحبه، وعرفت أن هذا هو مكاني الذي يجب أن أحقق أحلامي فيه، وأنقل رسوماتي للناس، وأترك بصمة في أي مكان عن طريق رسوماتي.. أسعد لحظات حياتي هي تلك التي أكون فيها وأنا أرسم.. شعور جميل للغاية عند انتهاء أي رسمة ورؤيتي لردود الأفعال».. تؤكد مريم.
وأضافت أن أحلامها أن تصل لاحترف الرسم، وأن تحقق رقمًا قياسيًا في رسم المصغرات، والمشاركة في معارض دولية، وأن تكون خطوتها التعليمية القادمة هي الدراسات العليا في الرسم، إلى جانب رسالتها التي تقصد بها الأطفال في الشارع، ممن تجذبهم رسوماتها، مضيفة أنها تُشجعهم على الرسم، وتمنحهم التجربة لتُلامس أيديهم لوحاتها، باحثة عن تفجير مواهب كامنة بداخلهم.